قمرٌ كئيب بقلم سناء شمه /العراق
قمرٌ كئيب
رَجوتُ العيونَ أن تُنهي البُكاء
القلبُ مغمورٌ ، يتبعهُ السقم
خيوطُ الفجرِ داهمها الوباء
رمادُ الأفقِ يُقطرُ الألم
وإن ّ المصيباتِ سكنتها الخيام
جنحتْ للوهنِ ، تطلبُ المطر
أن تغتسلَ من كرمِ الغمام
وترمي بالرزايا بوجهِ النهر
*********************************
أعوامٌ طوال أضمّدُ الجراح
أعاقرُ الليلَ بأنجمِ السُها
أترقبُ نافذتي عندَ الصباح
ربيعٌ يأتي بقطرِ الندى
ويُلقي على وجهي الوشاح
لكنّ الهُدهُدَ قد صاح
نبأُ الصبحِ غلّفهُ الردى
*********************************
إنّ البُعدَ قد نادى قريب
مسافرةُ الحزنِ ، يُلبسني الرثاء
وحائطُ الشِعرِ، صمّ غير مجيب
أضاعَ القلمَ وأحرفَ الهجاء
قمرُ الليلِ قد كانَ كئيب
استطالَ الألمُ بذاكَ البلاء
سُفُنُ الرجا في بحرٍ غريب
يطفو على وجههِ موجُ العزاء
*********************************
مضى العمرُ أبتاعُ من مدنِ الحنين
يخمدُ الشوق عن قلبي واللهيب
ومن ماءِ زمزم أمسحُ الجبين
ألتمسُ سنا شمسٍ لاتغيب
غاباتُ حزني وطأتها الغيوم
ليتكِ تُمطري من فيضِ السماء
وأقفلُ بابي عن ريحِ السَموم
وأخلعُ أثوابَ الردى والشقاء.
بقلمي/ سناء شمه
العراق….