قِصَّة الجَرِيمَة..كَانَت تبتسم …….. بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت
تاللهي هَذَا أَغْرَبُ مِنْ الْخَيَال ، عِنْدَمَا تَمّ حُدُوث الْأَمْر ، هَذَا مَا أَجْهَر بِهِ الرَّجُلُ الْعَجُوز بَعْدَمَا حَوْطَة الْمُحَقِّق بِطَرِيقِه استفزازية مِن نَمَّق اللُّغَة وتوظيف الْأَفْعَال ، حَتَّي قَال الْأَخِير بِلَهْجَة تَرَاهَا مَرَّةٍ مِنْ عُذِّب وَتَارَة الْخَوْف وَالْبُعْدِ عَنْ كَسْبِ :
كِدْت لَا أُصَدِّقُ يَوْمِهَا ، عِنْدَمَا قَالُوا إنَّهَا مدانة فِي مَقْتَلٍ الرَّجُلِ الْكَبِير ، كَيْفَ ذَلِكَ ؟ ! يَا عَالِمٌ أَنَّهُ الْجَدَّ الْكَبِير .
قَاطِعَةٌ الْمُحَقِّق متفوها :
لَمْ يَتِمَّ الْأَمْرُ بجدها الْكَبِير فَقَط ، إنَّمَا طَالَ الْحَدَث بَاقِيَةٌ إعْدَاد الأسري .
انْحَرَف الشَّاهِد يَسْرُد بِرُؤْيَة ، كَانَ الْعَزْمُ بِه تُجْمَعُ فِي جُحُوظ عَيْنَاه الَّتِي طهقت مِن التهدج واحمرار الْجَسَد وَالْخَوْفِ مِمَّا حَدَثَ ، وَكَانَ لَهُ مِنْ الرَّعشة والامعقول أَمَامَهَا الْهَزِيمَة تَشْتَدّ ، وتكحل بالإنسياق أمَام الْمُحَقِّق وَغَرِقَ فِي بُحُورِ الْكَلَام :
لَحْظَة بِهَا كَانَتْ لَا تَرَانِي ، إنَّمَا كُنْت أُرَاهَا
طلبني الْجَدَّ الْكَبِيرَ حِينَ ذَاكَ فِي أَمْرِ كَالْمُعْتَاد بِصِفَتَي خَادِمَه الْمُخْلِص ، جَلَسَت خَلْف حَاجِزٌ مِنْ الْخَشَبِ أُرِي مَنْ خَلْفَهُ عَنْ قُرْبٍ ، بَيْنَمَا الَّذِي إمَامِهِ لَا يُرِي متابعية ، مِنْ هُنَا رَأَيْت الْأَمْرَ .
غَاص الْمُحَقِّق أَسْفَل كَلِمَات الرَّجُل يُبْحَث بَيْن جَلَّيْتَهَا عَن سَبَبًا ليؤكد لِمَا حَدَثَ ، حَتَّى قَالَ الشَّاهِدُ فِي جُمْلَةِ خَاطِفَةٌ :
بِالطَّبْع كَانَت تَحَرُّكِهَا الطَّاقَة ، كَانَت هَزيلَة فَارِغَة السَّيْطَرَة وَالْقُوَّة .
اِسْتَفاق الْمُحَقِّق يَتَفَكَّر بِاللُّغْز وَأَعَانَه عَلِيّ الاستكمال ، مِنْ ذَلِكَ قَالَ الْأَخِير :
طَلَبَ مِنْ حفيدتة الصَّغِيرَةَ بِأَنْ تَجْلِب لَه فَاتِح الأظرف ، حَيْثُ بُعِثَ لَهُ الْحَجُّ ” خَلِيل ” تِلْكَ الْعِبَارَاتِ ، “اقلع جذُور الشَّيْطَانُ مِنْ بيتك” كَانَت خَطِيئَتِي عِنْدَمَا قمت بتأييد الْأَمْرِ مِنْ الْبِدَايَة حَقًّا أَرَانِي أَخْطَأْت
. . ) مِنْ عَشْرٍ سَنَوَاتٍ أَعْتَلِي أَمْرُ الرَّجُلِ الْهَمّ ، كَان مُتَزَوِّجٌ بِلَا اِنْجال ، جَلَبَه الْحَظِّ فِي خَادِمِهِ الَّذِي هُوَ أَنَا ، تَمَنِّي عَلِيًّا بِالصَّوَاب . . قُلْت :
عَلَيْك بِالتّبَنّي .
لَمْ يَخْلُفْ الرَّجُلُ الْآمِرِ وَقَدْ كَانَ أَثَرُ حُدُوثُه ، عَشْرِ سَنَوَاتٍ الْآنَ وَهُوَ أَب لِهَذِه الطِّفْلَة المتبناة ، وَلَم يتلسن عَنْهَا الْجَمِيع بِسُوء .
خَرَج الْمُحَقِّق عن صَمْتُه حَتَّي قَال :
أَنْت الشَّاهِد الْوَحِيد الَّذِي رَأْي الفَتَاة تَتِمّ بفعلتها
قَال الْخَادِم مُتَسَرِّعًا :
نَعَم .
عَاد الْمُحَقِّق : وَكَيْف تَمَّت الجَرِيمَة ؟ !
قَال الْخَادِم :
لَم أُرِي أَيْ أَدَّاهُ لِقَتْل وَلَم تَقْتَرِب الْفَتَاةُ مِنْ الْجَدِّ الْكَبِيرَ ، إنَّمَا قَالَتْ لَهُ بِضْع كَلِمَات وَخِلَاف ذَلِك ، حَدَثَتْ لَهُ أَزْمَةٌ صدرية وَضَاقَت أَنْفَاسَه وأحتضر .
نَظَرٌ الْمُحَقِّق إلَيّ الْبَرَاح متكهنا :
تَرَيْ أَنَّ الفَتَاة بِهَا قُوَّةُ خَارِقَةٌ ؟!
قَال الْخَادِم بانثناءة مِن أَكْتَافِه وَإِمَالَة مِنْ عُنُقِهِ : رُبَّمَا ذَلِك .
نَظَرٌ الْمُحَقِّق إلَيّ الشَّاهِد ليؤيدة حَتَّى اسْتِكْمَال الْوَاقِعَة ، بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ :
ذَهَبَت الطِّفْلَة ، وَذَهَبَت أَنَا لإخطار أَصْحَاب الْبَيْت لِيَلْحَق بمأزوم التَّنَفُّس ، وَعِنْدَمَا عُدَّت كَان مَقْتُول بِخَنْجَر الأظرف .
لَحْظَة مُطَوَّلَة أَصَابَت الْمُحَقِّق ، وَقَرَّرَ أَنَّ يُحْتَفَظ بغلاظة اللُّغْز الْمُبْهَم وَحْدَه .
جَلَسَ الرَّجُلُ الْغَرِيبَ ، بَعْدَمَا آكَد الْجَمِيعِ أَنَّهُ الَّذِي سيخاطب الغُمُوض بِجَوْف الْفَاعِل ، قَائِلًا بِصَوْت أَقْرَبَ إلَيّ التواطئ فِي تَخْطِيط لأحبولة :
سنكون خَمْسَةً مِنْ الْأَفْرَادِ أَنَا وَتَابِعِي وَالْمُحَقِّق وَالفَتَاة وَالطَّبِيب فِي بَيْتِ بَعِيدٌ ، لنتصل بِهِم وندرك مِنْ خِلَافِ ذَلِكَ وُضُوح الْأَمْر القاتم .
قَالَ الطَّبِيبُ باهْتِمام :
إلَيْك ذَلِكَ مِنْ السِّحْرِ والخرافات فِي هَيْئَةٍ لِبَعْض الْكَلِمَات الْخَبِيثَة تَعَارَض الدِّين ، وَانْظُر .
كَشْف الْمُحَقِّق عَن مَكْمَن الْمَظْرُوف ، قُرَّاء مَا تَحْوِيهِ الْكَلِمَات ، ظَنّ وَتَأَكَّد وتفاجأ :
الْقَاتِلَ هُوَ نَفْسُهُ الْمَقْتُول ، هَذَا غَرِيبٌ حَقًّا
تَابَعَه الطَّبِيب :
بَعْدَ أَنْ أَصْدَرَت لَه الْأَوَامِر بِقَتْل نَفْسِه .
يَنْظُر الْمُحَقِّق وَيُسْتَكْمَل بريب وغرابة :
عَدَاء أُسْرِي دَبَّ فِي قَلْبِ أَقَارِبِه بَعْد التَّبَنِّي للفتاة ، وَهَذَا مَا دَفَعَ الْأُخْت الْكَبِيرَة للإنتقام مِن الرَّاحِل .
الطَّبِيب يَذْكُر الْمُحَقِّق :
لَا تُنْسِي أَن الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ قَتْلٌ نَفْسَهُ .
جَهَر الْمُحَقِّق :
هَذَا كَذِبٌ ، الْقَاتِلَ هُوَ أُخْت الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ ، الَّتِي قَامَتْ بِفِعْل السِّحْر وَالْأَعْمَال الْخَبِيثَة لِتِلْك الطِّفْلَة الْمِسْكِينَة حَتَّي تَقُوم بإيذاء أَبَاهَا بِالتّبَنّي .
وَتَسَاءَل الطَّبِيب :
لَكِنْ مَا دَخَلَ الْجَدَّ الْكَبِيرَ فِي إعْمَالِ السَّحَرَة .
قَالَ الْمُحَقِّق وَفِي عَيْنَاه التَّأَثُّر :
كَانَتِ الأُخْتَ الكبري تَضَع لَه مَشْرُوب يُشَتِّتُ حَالَة حَتَّي يَتَمَلَّكُه اللُّجوء للإنتحار .
الطَّبِيب :
وَقَدْ فَعَلَهَا عِنْدَمَا قَالَتِ الْفَتَاةُ بِضْع كَلِمَات بَعْدَ أَنْ أَعْطَتْهُ سِلَاح الجَرِيمَة .
الْمُحَقِّق يَهْمِس مُنْزَعِجًا :
أَفْعَال شَيْطَانِيَّةٌ مِنْ جِنْسِ الْبَشَر ، لوكان الشَّيْطَان يَعْلَمُ بِأَفْعَالِ الْبَشَر لاعتزل التَّآمُر مِنْ زَمَنِ .
Outstanding post however , I was wondering if you could write a litte more on this subject? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thanks!|