إشراقات أدبيةالقصائد

كفو لسان المراثي لتميم البرغوثي…… بقلم قريب وصال

كفو لسان المراثي إنها ترف

عن سائر الموت هذا الموت يختلف

يا من تصيحون يا ويلي ويا لهفي

والله لم يأت بعد الويل واللهف

ظل الكلام وظل المهتدون به

إن الصفات خيانات لما تصف

والمرء سر.. ووجه المرء يكتمه

تحتار هل عرفو أو بعد ما عرفو

تخبرهم فترى في صوتهم خدرا

كالشيخ عزاه عن موت ابنه الخرف

فان صبروا لا تصدق انهم صبروا

أو ضعفو لا تصدق أنهم ضعفوا

أنظر إليهم أقامو الليل في شغل

تحت هلال لغير الخوف يرتجف

يضمدون نخيل الله للحرب لا السلم

فيه يرفع السعف

تعانق الموت فيهم والحياة

كما تعانق في الحروف اللام والالف

يا هلالْ

يا ابتسامةَ ليلٍ عليلٍ، يُجَامِلُ أمثالَنا الزائرينْ

يا استدراةَ نونٍ بخطِّ ابنِ مقلةَ

يقسمُ قارئها أنّها النّونُ في قول ربّكَ “كنْ”

يتفرّعُ من حبرها شجرٌ يسكرُ الخلقَ

يا سيّدي أجمعينْ

 

شَهِدْتَ تَفَرُّعَ تَاريِخِنا كَغصونِ الخيَالْ

وشَهِدْتَ وداعتَه حين كان بريئاً كعينِ الغزالْ

وشهدتَ تيبُّسَهُ كقرونِ الوعولْ

تشاركنا كلَّ ليلٍ قصيرٍ وتسهر وحدَكَ في كلِّ ليلٍ يَطُولْ

وأنتَ الذي نامَ بينَ المقابرِ كَيْ لا يَرَاهُ المغولُ ببغدادَ يا صاحبي

ثمّ عُدْتَ، كما يَصِفُ اْبْنُ الأَثِيرِ، تُعانِقُ من عاشَ مِن أهلِها

بعد سِتِّ أسابيعَ

كي تَتَدَبَّر أَمْرَ المعايِشِ،

لا بُدَّ من قَمَرٍ يَسْهَرُ الليلَ

حتى وإن كانَ فيها مَغُولْ

 

يا جَلِيلَ النُّحُولْ

يا خَفِيَّ الكمالْ

يا رفيقَ الرفاقِ إليكَ السؤالْ

هل سَأَلْتَ وأنت تَعُدُّ خُطَانَا مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ حتى احتلالِ العِراقْ

هل رَفِقْتَ بنا

يا رفيقَ الرفاقْ

 

فقال الهلالْ:

أنا الِاحتمالْ

أنا الزَّعمُ أن اللإضاءةَ في الليلِ ممكنةٌ دونَ أن تظلمَ النارُ زيتاً

ودونَ افتخارِ الدُّخَانِ بلا وَجْهِ حَقٍّ على العالمينْ

 

أنا الليلُ حينَ يخالفُ فِطْرَتَهُ ويُضِيءُ

أنا الاحتمالُ الضئيلْ

أقولُ لكم إنَّ شمساً، وإن فارَقَتْ، ما تَزَالُ هُنا

في زوايا السماءِ

ووجهيِ عليها الدَّليلْ

أنا الاحتمالُ الخفيفُ الثقيلْ

أنا كُلَّما أضَعَفَ الله ضوئي طالَبْتُكم أن تَرَوْنِيَ أكثَرَ

هاتوا مناظيرَكُم واستعِدُّوا

أنا الأَمَلُ المستَغِلُّ الذي دائماً يطلبُ المستحيلْ

 

يُوقِنُ الراصدونَ بأن لا صَبَاحَ سَيَطْلُعُ مِنِّي

لأني ضعيفٌ نحيفٌ هزيلْ

ولكنَّهُم يُذْهَلُونَ إذا ما أَطَلَّ عليكم بِوَجْهِي صباحٌ جديدْ

لم أَغِبْ، كنتُ أحضِرُه من مَكَامِنِهِ،

أَيْ نَعَمْ، مِتُّ حتى أتيتُ بِهِ

فأنا الميِّتُ الحيُّ فيهِ

اْذكروني اْذكروني إذا جاء صبحٌ

ففي كلِّ صبحٍ هلالٌ شهيد

 

قالَ الهــلالُ ينــادي كلَّ من قُـتِلُوا

المـوت محتمـلٌ ضيفاً به ثـِقـلُ

كذا قيامِيَ بعدَ الموتِ، مُحْتَمَـلُ

يا قـائِمِي الليلِ لا خوفٌ ولا وَجَلُ

 

أنا لكم وَلَـدٌ إن شِئْتُ أو سَلَفُ

 

قالَ الهلالُ : أنا الموْلـى أنا المولـى

يا أهلَ وُدّي ، أنا مولى دمِ القتـلى

تحتَ القنـابلِ أتــــــلو سورةَ الأعلى

ولن تردَّ المنـايــــــا سـورةٌ تـُتلى

لكنْ نمـوتُ وفي أسـماعنا شرَفُ

 

حَيِّ المأذِنَ تحتَ القصفِ تَنْتَصـِبُ

حَتىَّ الطيورُ التي من حَوْلِها عَرَبُ

تُطَمْئِنُ الأهْلَ إذْ يجتاحُها اللَهِـبُ:

أنا بخيرٍ فلا خـــــــــوفٌ ولا رَهَـبُ

ما زِلتُ أُقْصَفُ لكن لستُ أنْقَصِفُ

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى