كنتُ سأعبرُ اليوم وحدي.. بقلم: وردة بوعفار
كنت سأعبر اليوم وحدي
أتسلّق بمشقّة
روتيني
تحرّشي بالنّوم كلّ ليلة
أرخى عزيمتي
وأفقدني الثقة في الدّنيا
وفي نفسي
حتّى دهستني ابتسامتك
على ممرّ القارئين
ركلت بؤسي
وأيقضت شغفي بالمطر
لم يعد للمطّارية دور
مارست المشي حافية
على الحبر
غرست قدماي وريشتي
في طين النسيان
تجاهلت عمري
وتاريخي..خلعت كينونتي
وذواتي الكثيرة
وصرت لأوّل مرّة أنا
الآن على حافة أمنية
أدعوك!
تعال!
وتوقفّ من إحصاء
ندف الثلج على تنورتي
وعدد الازهار على شفتي
تعال لنذوب في الحقيقة كأغنية
ننفلت كقطار في الضباب
نعبر نهر السين
وبلدان القطب الشمالي
نضع بصمتنا على آثار
العمر العاصف
نصنع رجل ثلج ونلتقط صورا
كثيرة بجانبه
ثم كن جمهوري !
وصفّق بجنون لتلعثمي
أمام ميكروفون يبثّ
موسيقى الدانوب في نبرتي
وشعر السّياب في نظرتي
وروائع أدب جديد ثائر
في جموح أصابعي
فأنا لا أملك مستمعا واحدا
أقصّ عليه حكاياتي الغريبة
لا أملك مسرحا أقلّب به
حياتنا البائسة
لا أملك مصطبة أعتلي عليها
لأتعزّل كشاعرة جريئة
في عينيك البائدتين
فيصبح الأدب بخير
والشّعر بخير
وتصبح الجزائر بخير
فلا تخف ! وحافظ على الألم
كي تأتي القصيدة مثلي
مدمّرة.
وردة بوعفار