المقال
كونوا أنتم الرقباء بقلم: “محمد عنانى”
كونوا أنتم الرقباء
بقلمى محمد عنانى
كونوا أنتم الرُقَبَاَء
بعد أن غَضت أجهزة الدولة الرقابية المُختصة الطرف عما حدث ويحدث فى مجتمعنا ليل نهار ونامت تلك الأجهزة أو غابت عن الوعى أو غُلَت يدها فأصبحنا لا نرى ولا نسمع إلا كل غث شائن بل إنه فُرِضَ علينا فَرضاً فغدت كل الأفلام والمسلسلات ( إلا ماندر ) تعُج بالعُرى والجنس والمخدرات والقتل والخطف والسرقة والتعذيب والسِنَج والسوَاطِير وخلافه وكأنه منهاج حياه ومخطط وُضِعَ لنا وعلينا إتباعه والإلتزام به وكأنها أصبحت هى حياتنا فما عادت أخلاق ولا قيم ناهيك عن ما أصبحنا نسمعه قسرا من كلمات بذيئة نابية حقيرة فيما يُسمَىَ أغانى المهرجات وهو البعيد كل البعد عن الغِناء والطرب ولا أدنى علاقة بينهم فهو إنحدار بالذوق العام وهو عين التلوث والتلويث للقيم والأخلاق والحض على الفجور ونشر الفاحشة وعندما يتم منع هذا التوث المتمثل فى وباء المهرجانات نجد الكثير ( للأسف ) من القنوات تقوم بإستضافتهم فى تحدٍ سافر لقرارات المنع دون أى عِقاب من أى جهة وكأن كل شىء أصبح مباحاً فغابت ضوابطنا الأخلاقية وحتى أبسطها بل ولجأت الكثيرات من مقدمى البرامج فى قنواتنا إلى تعرية الجسد بصورة فجة فأظهرت من جسدها أكثر مما أخفت كل هذا بدعوى الحرية والديمقراطية وحرية الفكر والتعبير وماهو فى الحقيقة سوى كل التدمير والهدم لمجتمعاتنا وقيمنا وأخلاقنا فى ظل غياب تام للأجزة الرقابية المختصة وأشهرها الرقابة على المُصنفات الفنية التى كان لها الدور البارز والمحورى فى فترات سابقة .
كل هذا ونتيجة له ولما لحدث لأبنائنا وفلاذات أكبادنا وثمار زروعنا طوال عُمرنا أوجب علينا جميعا أن نكون الرقباء على بيوتنا وأولادنا وأن نكون لهم نِعم القدوة والمثل عَلَهُ يكون السبب فى صلاح ولو بعض ما فَسد .