المقال
كيفية غرس القيم الاخلاقية عند الاطفال بقلم: “شوشان عمار”
كيفية غرس القيم الاخلاقية عند الاطفال
ما يجب أن يفهمه الأهل والمربون بشكل جيد أن الطفل سيكتسب قيماً خاصة به تتحكم بسلوكه وتفكيره وشخصيته سواءً تدخلوا بغرس وتعليم القيم أم لم يفعلوا، وعملية غرس القيم لدى الطفل هي محاولة لاختيار القيم التي تساعد الطفل على الاندماج بمحيطه وتجعله أكثر فهماً للمسموح والممنوع، وللمرغوب والمرفوض، ومن هنا يجب أن يفهم الأهل أن غرس القيم عند الأطفال لا يشبه تعليمهم اللغة أو الحساب التي تعتبر مهارات وليست قيماً.
وهذه أبرز تقنيات وطرق غرس القيم الأخلاقية والإنسانية عند الطفل:
1- القدوة الأخلاقية والقيم النموذجية: الطريقة الأساسية لتعليم الأطفال القيم الأخلاقية وغرسها في نفوسهم هي النمذجة، حيث يكتسب الطفل قيمه الأخلاقية والإنسانية من تصرفات والديه وأحاديثهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين ومواجهة المواقف المختلفة، لذلك يجب أن تتذكر دائماً قبل أن تفقد أعصابك أمام طفلك أنه سيتعلم منك الشتائم والصراخ، ويجب أن تفهم أن إهانة شخص كبير في السن أمام الطفل تعطيه قيمة سلبية للاحترام، ثم لا تشعل سيجارةً في مكانٍ عام تحت لافتة “ممنوع التدخين” وتطلب من طفلك الالتزام بقواعد المنزل، كما أن الأطفال خاصة في الأعمار الصغيرة لا يميزون بين كذب أبيض وأسود ورمادي، فلا تكذب أمام الطفل ثم تطلب منه ألّا يكذب!
2 – التواصل والتأكيد اللفظي على القيم: التواصل الفعّال مع الطفل هو مفتاح النجاح في غرس الأخلاق عند الأطفال، سيحتاج الطفل ليحكي وجهة نظره ويجب أن تسمعه وتناقشه.
3- الاعتذار من الطفل عند ارتكاب خطأ: لسنا ملائكة وجميعنا نخطئ، لكن الخطأ الأكبر أن نتهرب من مسؤولية الأخطاء أمام الأطفال أو نحاول تجميل سلوك سلبي خوفاً على صورتنا أمامهم أو تعنتاً، إذا كنت تريد غرس الأخلاق الحميدة لدى الطفل عليك أن تعتذر عن ارتكاب الخطأ، وأن تعلمه قيمة الاعتذار والاعتراف بالأخطاء.
4 – استخدام النماذج اليومية للقيم: نمر يومياً بمواقف كثيرة ونطلع على الأحداث والأخبار من حولنا، شجار في الشارع ونحن في طريقنا إلى السوق، خبر على التلفاز عن بطولة بائع جوال أنقذ امرأة من الغرق، صراخ جارنا على متسولٍ في الطريق…إلخ.
يمكنك استخدام جميع هذه المواقف لتعزيز فهم الطفل للقيم، في حادثة البائع الجوال الذي أنقد امرأة من الغرق مثلاً اسأل طفلك “ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانه؟” ثم اسأله “ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان المرأة؟” واسأله عن رأيه بتصرف الجار مع المتسول؛ وهكذا، وتذكر أن هذه الأسئلة ستفتح باباً للنقاش وشرح القيم.
5 – لعبة الأضداد الأخلاقية: التعليم من خلال ملاحظة النقيض وتحليله من أهم الأساليب في غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال، إذا أخطأ طفلك يجب أن يفهم لماذا كان تصرفه غير أخلاقي، وما هو التصرف البديل، وكذلك الأمر عندما يلتزم بالقيم الإيجابية يجب أن يعرف أنه تجنّب النقيض السلبي.
6- الثناء والمكافأة على السلوك الجيد: الثواب والعقاب هي الاستراتيجية التي يفهم من خلالها الطفل ما هو مرغوب وما هو مرفوض، ووجود عقاب على السلوك الخاطئ دون ثواب على السلوك الصحيح يحرم الطفل من فهم القيم الأخلاقية وأهميتها في الحياة، ويجعله يبحث عن طريقة للهروب من العقاب فقط، لذلك اعمد إلى الثناء على سلوك الطفل الجيد وبث الشعور باعتزازك بهذا السلوك، لكن تذكَّر أن الثواب المبالغ به أو الرشوة تفسد الأطفال.
7- ساعدهم على تحمّل مسؤولية الخطأ: بدافع الحب قد نحاول إصلاح أخطاء أطفالنا نيابة عنهم والتخفيف عليهم، لكن هذا ليس جيد دائماً، يجب أن تساعد أطفالك على تحمّل مسؤولية الخطأ من خلال نظام ثواب وعقاب حكيم ومتوازن، لأن جزءاً أساسياً من غرس القيم عند الطفل أن يفهم العاقبة للأفعال والسلوكيات المرفوضة.
8 – شارك تجاربك الشخصية مع الأطفال: يحب الأطفال أن يستمعوا إلى قصص واقعية من حياة الآباء، سواء القصص التي يثبت فيها الآباء تميّزهم وقوتهم، أو التي يتحدث فيها الآباء عن تعاملهم مع أخطائهم وزلّاتهم.
9 – اقرأ لطفلك كتاباً: تعتمد قصص الأطفال عموماً على غرس القيم الأخلاقية لدى الطفل من خلال الشخصيات الكرتونية والخيالية، ولذلك تلعب القصص والحكايات والكتب دوراً أساسياً في تنمية شعور الطفل بالقيمة الأخلاقية، فما زال بعضنا يتفحص أنفه عند الكذب بسبب قصة بينوكيو، وما زال البعض بنهض من اليأس عندما يتذكّر قصة الأرنب والسلحفاة!
10- الرقابة الأبوية الحكيمة: خاصّةً فيما يتعلق بمشاهدة التلفاز واستخدام الانترنت، حيث يجب أن تكون موجوداً معهم وإلى جانبهم، لكن ليس بهدف صيد خطأ قد يقعون به، بل بهدف تصحيح المفاهيم التي تعرض عليهم، ومساعدتهم على فهم العالم الذي نعيش به، لذلك يجب أن تكون رقيباً حكيماً.
11- لا تشجع طفلك على كسر القواعد: لا يكفي أن تكون مثالاً أعلى لطفلك وقدوة صالحة بسلوكك وتصرفاتك، بل يجب أيضاً أن تتجنب تشجيعه على كسر القواعد وتجاوز القيم الأخلاقية.
عندما يعد طفلك صديقه أن يحضر عيد ميلاده يجب أن تساعده على الوفاء بوعده وألّا تحاول إغراءه باستبدال وعده هذا بمشوار إلى الحديقة مثلاً!
12- تجنّب المحاضرات: أسلوب المحاضرة والتلقين ليس هو الأسلوب الأفضل وليس الأسلوب الذي يحبه الأطفال، وعلى الرغم من ميل معظم الأهل إلى أسلوب إلقاء محاضرة عن الأخلاق؛ إلّا أن الطفل غالباً ما يستفيد من التعليم بالنمذجة والتجربة أكثر بكثير من التعليم بالمحاضرة، لذلك عليك ألّا تكون محاضِراً مملاً.
13-تأكد أنّك تتعامل مع الطفل حسب عمره: كل مرحلة عمرية يمر به الطفل لها خصوصية من حيث تطور وعيه وإدراكه وتطور علاقاته الاجتماعية ونظرته للعالم، لذلك عليك أن تبحث عن الطرق التي تناسب عمر طفلك لتتحدث معه عن الأخلاق والقيم الأخلاقية. وقد لا تضطر لذكر مصطلح “القيم الأخلاقية” أصلاً.
14-اهتم بإدراك طفلك للقيم المادية والمالية: العلاقة بين القيم الأخلاقية والقيم المادية علاقة وثيقة، وفي سبيل غرس القيم الأخلاقية الحميدة عند الأطفال لا بد أيضاً من مساعدتهم على فهم المال والملكية والأهداف المادية للإنسان والوسائل المشروعة لتحقيق الاهداف.
15- شارك معه الأعمال التطوعية والخيرية: مشاركة العائلة في الأعمال التطوعية تنمي لدى الطفل وعياً بمجموعة من أهم القيم الأخلاقية الحميدة، كما يمكن أن تساعد الطفل على التبرع بجزء من مدخراته للأعمال الخيرية ولمساعدة الآخرين.
إعداد شوشان عمار