” كَفُّ الْمَوْت ، بقلم الشاعر ، سمير الزيات
كَفُّ الْمَوْت
ـــــــــــــــ
آهٍ لغَـزَّةَ ، والأكفَـانُ تَختَصِـرُ
ما قد يُقَـالُ وما يَشْـدو بـهِ الوَتَرُ
أَبكيـكِ غَـزَّةَ والأحـزانُ تعصِـرُنِي
ودمْـعُ قلبي على الخَـدَّينِ يَنهَمِـرُ
والعقـلُ مِنِّي شَـريدٌ لا رُجُـوعَ لَـهُ
قَدْ طَارَ مِنُِي ، وجُنَّ العَقْلُ والفِكَـرُ
***
فَالْمَوْتُ أضحى يُغَنِّي لَحْنَهُ غَـرِدٌ
يَطِيرُ فَوْقَ الْوَرَى يَشْدُو ويَفْتَخِرُ
أَبْكِي عَلَى جُثَثٍ فِي كُلّ ِنَاحِيَةٍ
أَبْكِي دمـاءً مَعَ الأشْـلاءِ تَنْتَثِـرُ
أَشُمُّ رَائِحَةَ الأمواتِ ، أنشقُهـا
والخِزيُ يَأسِرُني ، والرُّعبُ والضَّجَـرُ
رُحماكَ ربِّي ، فقد ماتت عُروبَتُنا
واستَفْحَلَ الظُّلْمُ والأعداءُ قد فَجَروا
***
رُحْمَاكَ رَبِّي ، فَقَدْ أَبْدَيْتُ مِنْ أَلَمِي
أَبْكِي وَأَصْرُخُ ، وَالآهـاتُ تَنفَجِرُ
يَا رَبُّ غَوْثُكَ فَالأَرْوَاحُ يَحْصُدُهَـا
كَفٌ عَجِيبٌ قديرٌ قَاهِـرٌ خَطِـرُ
عدُوُّنا يقْتُلُ الأطفالَ يَحرِقُهُمْ
كـذا النساءَ ، ولا حسٌّ ولا خَبَـرُ
فهلْ غَدَوْنَا إِلَى الأكْفَانِ مِنْ وَهَنٍ ؟
يَا ربُّ واحفظْ دِمَـانَا ، إِنَّنَـا بَشَـرُ
أَيْنَ الْفِكَاكُ ، وَعَيْنُ الْمَوْتِ تَرْصُدُنَا ؟
أَيْنَ الْخَلاَصُ؟ وَأَيْنَ الْغَوْثُ وَالْمَطَرُ ؟
آهٍ وَآَهٍ ، إِلَى الأَقْـدَارِ أَنْفُــثُـهَـا
فَهَلْ تُرَاهَـا تُلَبِّيـنَا وتَنْتَصِرُ ؟
يا غزَّةَ الرُّوحِ هذا النصرُ فاصطبِري
فإنَّمـا النصرُ محتومٌ لمَنْ صَبَروا
***
الشاعر سمير الزيات