كَما زَرقاء اليَمامة بقلم الشاعرة جميلة بلطي عطوي
…… كَما زَرقاء اليَمامة ……
أنَاي
كَمْ يحلُو لها أنْ تستلهمَ المُعجزة
أنْ تَفْلقَ لُجّة الوَجَل
وتُعبّدَ الدّرب
خُطاي
كأدْهَم عنترة في النّزال
ترْفُسُ ظهر الحيْرة
تُحسنُ الضّرْب
عيناي
كَما زرقاء اليمامة
تقُصّان أثر الضّوء
تتعقّبان ملامح الوقت
على الضّفّة الأخرى أراني
أفتحُ صندوق الدّهشة
فأبدو نخلة تمدُّ عنقها نحْو الرّفاه
ساقية يُراقصُها الخرير
حقلا يتأوّد بالسّنابل المُثقلات
يعدُ بالخير
حوله يُرفرفُ الطّير
والحصادُ على أشدّه ملحمة
صندوقي يتشكّلُ على قدْر الرُّؤى
غابة حينا
بحرا آخر
وأنا في نجْوى المُحارِ أبثّ أشواقي
ألجُ عالمِي الواعد
هناكَ لا رغبة ولا رهبة
فقط تسابيح الرّوح تنثرُ الفرح
تهمسُ للطبيعة أنِ ازرعينِي
في خفقة الصَّبَا
في ضوع الياسمين
في خضمّ الوقت أبحِرِي بي
إلى المنابع الأولى
اُرسميني واحة غنّاء
أرضا تُباركُ شوق الطّين إلى العِتق
إليّ
أنا التي تحْضُنُني أناي
معًا نُردّد أنشودة بِكْرا
للفجر
للفُصول حولنا تنصبُ سُرادق الصّدق
تتوالدُ عبْر الحلم رواء ..شمسا
صيْحة إبهار
والكونُ يُسرُّ في أذن الزّمن
كُنْ بذرة .. كُنْ حياة
اِملأْنِي ماء .. ونماء.
تونس…. 13 / 5 / 2020
بقلمي …جميلة بلطي عطوي