” كُلُّنَا نُقَاوِمُ/ الشَّاعر الأَديب / محمد عبد القادر زعرورة
……………………. كُلُّنَا نُقَاوِمُ ………………………
… الشَّاعر الأَديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …
الَتِّيْنُ يَشْكُو لِلْزَّيْتُونِ مَأْسَاةً حَلَّتْ بِهِ
وَيَشْكُو الْزَّيْتُ سَارَقَهُ وَسَارِقَ الْزَّيْتُوْنِ
وَتَصْرُخُ الْتِّيْنَاتُ في حَقْلِنَا غَضَبَاً عَلَىَ
مَنْ لَمْ يَغْرِسْ لَهَا عِرْقَاً إِنَّهُ الْصُّهْيُونِي
جَاءَ مِنْ أَنْحَاءِ الْأَرْضِ مُغْتَصِبَاً لِيَسْرِقَهَا
حِقْدَاً وَيَحْرِمَ أَهْلَهَا مِنْهَا ظُلْمَاً بِعُدْوَانِ
وَشُجَيْرَةُ الْرُّمَّانِ رَفَعَتْ كَفَّهَا لَطَمَتْ
بِعُنْفٍ وَجْهَ مُسْتَوْطِنٍ سَارِقِ الْرُّمَّانِ
وَتَصْرُخُ غَاضِبَةً إِيَّاكُمُ يَا حُثَالَاتِ أَوْرُبَا
أَنْ تَقْرَبُوا مِنِّي وَأُحَذِّرُكُمْ أَنْ تَعْصُرُوْنِي
فَأَنَا الْسُّمُّ الْزُّعَافُ سَيَقْتُلُكُمْ وَحُبَيْبَاتِي
سَيُمَزِّقُ خُرْدُقُهَا أَحْشَاءَكُمْ إِنْ تَبْلَعُوْنِي
وَالَّلَوْزُ وَالْتُّفَّاحُ يَمْقُتُكُمْ وَيَبْغُضُكُمْ كَمَا
شَوْكُ الْبِلَّانِ يُوْخِزُكُمْ بِحُبَيْبَاتِ الْعُيُوْنِ
وَكُلُّ نَبَاتِ الْأَرْضِ في وَطَنِي يُعَادِيْكُمْ
وَمَا في الْأَرْضِ في وَطَنِي الْفِلِسْطِيْنِي
وَأَشْجَارُ الْنَّخِيْلِ بِالْأَغْوَارِ تَشْكُو ظُلْمَهُمْ
وَفِي دَيْرِ الْبَلَحِ وَغَزَّةَ تُقَاوِمُ الْعُدْوَانَِ
وَالْزَّهْرُ وَالْأَطْيَارُ وَالْأَشْجَارُ تَعْشَقُ أَرْضَهَا
وَتَعْشَقُ الْوَطَنَ وَتَحْفَظُهُ بِبَطَائِنِ الْأَجْفَانِ
وَلَنْ تَرْضَىَ بَدِيْلَاً عَنْ الْوَطَنِ وَلَا
يَطِيْبُ لَهَا الْعَيْشُ إِلَّا في فِلِسْطِيْنِي
كُلُّ الْنَّبَاتِ في وَطَنِي يُقَاوِمُ وَمَاءِ
الْبَحْرِ وَالْأَنْهَارِ وَالْنَّارِ وَحِجَارَةِ الْطَّابُوْنِ
فَالْكُلُّ يَعْمَلُ جَاهِدَاً وَبِعَزْمٍ صَادِقٍ
لِتَحْرِيْرِ الْبِلَادِ مِنْ غَاصِبٍ قَذِرٍ وَمَلْعُوْنِ
وَحِجَارَةُ الْأَرْضِ تَرْجُمُ أَوْجُهَاً غَدَّارَةً
جَاءَتْ لِتَسْتَوْطِنَ مِنْ سَائِرِ الْبُلْدَانِ
وَتَرْفُضُ أَنْ يَسِيْرَ فَوْقَهَا إِلَّا الَّذِيْنَ تُحِبُّهُمْ
وَتُعَاشِرُهُمْ بِمَوَدَّةٍ مِنْ عَصْرِ كِنْعَانِ
لَنْ تَهْنَأُوا بِالْعَيْشِ في وَطَنِ الْأُبَاةِ
سَنَطْرُدُكُمْ والطِّفْلِ مِنَّا كَالْسَّيْفِ الْيَمَانِي
سَنَطْرُدُكُمْ أَذِلَّاءَ كَمَا جَلَبُوْكُمْ نَحْوَنَا
وَنَهْزِمُكُمْ بِالْإِرَادَةِ وَالْسِّلَاحِ بِكُلِّ عُنْفُوَانِ
سَنُزِيْلُكُمْ وَنُطَهِّرُ أَرْضَنَا مِنْ ظُلْمِكُمْ
وَتَعُوْدُ لِلْوَطَنِ كَرَامَتُهُ بِأَجَلِّ الْمَعَانِي
وَنُحَرِّرُ الْوَطَنَ الْسَّلِيْبَ مِنْ رَجَسَاتِكُمْ
وَنَعُوْدُ لِلْوَطَنِ الْحَبِيْبِ بِقُوَّةِ الْإِيْمَانِ
وَتَعُوْدُ لِلْتُّرَابِ فَرْحَتُهُ لِلْتِّيْنِ وَالْزَّيْتُوْنِ
وَالْأَطْيَارِ وَتُزَغْرِدُ الْنِّسَاءُ لِكُوْزِ رُمَّانِي
وَيَرْقُصُ الْأَطْفَالُ فَوْقَ بَيَادِرِنا الْعَتِيْقَةِ
وَيَدْبِكُ الْرِّجَالُ يَدٌ بِيَدٍ وَلَبْوَاتِنَا النِّسْوَانِ
وَتُرَفْرِفُ الْأَعْلَامُ فَوْقَ مَسَاجِدِنَا كَنَائِسِنَا
وَنَسْمَعَ أَجْرَاسَ كَنَائِسِنَا مُعَانِقَةً أَذَانِي
……………………………..
كُتِبَتْ في / ٢٥ / ٧ / ٢٠١٨ /
… الشَّاعر الأَديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …