لاشيء يغريني لأكتب بقلم الشاعر المرهف جمال النايف
لاشيء يغريني لأكتب
لا الصباح الباكر
ولا صوت العصافير
ولا أصوات الباعة
كل الأشياء التي وصلتني باهتة
ضجيج الصمت معزوفة جوفاء
صورهم مازالت تعيش حالة (النيكاتيف)
لاشيء يغريني لأكتب
جارنا العجوز ترك داره أمانة برقبة الحي
أوصد جميع الأبواب والنوافذ
عدا نافذة صغيرة…قال: إنها للقطط
أطفال كتبوا ذكرياتهم ومضوا
لاشيء يغريني لأكتب
رحلة نحو الجنوب
ربما نصل بها جبال سنجار
نمر بالقرى البعيدة التي تستقبل الشمس قبلنا
قرى تفوح منها رائحة خبز التنور
وتتعالى أصوات الأطفال باكرا
لاشيء يغريني لأكتب
سنمر يوما بتلك القرى حاملين قلوبا مليئة بالورود مليئة بالإحساس ، مليئة بالحب بالحنين لملاعب الطفولة
اشتقنا للعبث بتراب الطفولة البعيدة ووجوهنا المغبرة
سنمر برعاة الأغنام نلوح لهم بأيدينا مرة وأخرى بقلوبنا
سنسمع صلصلة أجراس المراييع
لاشيء يغريني لأكتب
هناك تركت قصائدي
تركتها على بوابة الريف
سأعيد قراءتها على مسامع الريح
سنمر بالمقابر الكثيرة…
ونتوقف عند أول مقبرة
لنقرأ الفاتحة على أرواح من رحل إلى السماء
لاشيءيغريني لأكتب..
ربما سأنهي رحلتي الكتابية يوما
أقول ما أشعر به
وربما سألملم أوراقي القديمة والحديثة
أصنع منها كتابا مفتوحا لكل أبناء ذاك الريف…
لاشيء يغريني لأكتب
سوى الفقراء
حين يرممون بيوتهم الطينية
استعدادا للشتاء القادم..
ربما يكون غزير المطر
بيوتنا هي الأخرى هناك في الجنوب
منها تصدع ومنها تقشر بفعل عوامل التعرية
ومنها جاهزة للسكن نرمم بين الحين والآخر
لاشيء يغريني لأكتب
ربما كله سابق لأوانه
ربما ستكون لحظة تاريخية
حين نبدأ رحلتنا صوب الجنوب……
لاشيء يغريني لأكتب……..
جمال النايف