الخواطر

لاعجاج ولا ضباب بقلم نورالدين بنعيش

لا عجاج ولا ضباب

*****

طيري أنَّى تشائين يا أحلامي

بأجنحة الريح في قلب السلام

كوني

فوق صهوة حصاني

مع نوارس البحر

كوني

إلا أن تعتقِلي كَوْنِي

وتخرسيني ولساني

عن البوح لك بوجعي…

لا ولن تكوني

فالشيء هذا هو

ما أجج مقلتاي فأبكاني

بالمنجنيق في خلوة بعيدة

رماني…

جعلني صحبة شعري الفصيح

في كل هنيهة أمد

يدي إلى أبجديات

ألفِت حبر قلمي

أبدا لن تنساني…

استنزِفُ وقتها

ووقت الوقت

ا ستنزف كلامها

وكلام الكلام

أرتق خرقة صبري الجريح

وذات قصيد يلبسني

بإبر المعاني…

أغسلهما بدمع أحداقي

ودموع حروفي المبللة

بأحزاني…

مرابِضا هنا في خيمتي

ساكنا هناك فِييَ

في تاريخ قريتي

أبني متاريسي وحدي

لايرهبني لا السيف المهند

ولا قرع السنان

لا ُيزيحني الموج الهادر

ولا ُتسحب مِنِّي هويتي

من هنا لا يُبعدني السراب

وهناك يًعانقني الاغتراب

بين بيني وبيني

لا عجاج ولا ضباب

أناني يشطرني العذاب

حين أرى سلالاتي

شاردة مُشرَّدةً

تُنزَع قسرا من كياني

لتُعلقَ على مشجب آخري

ابن جلا كنت

وسأظله أعشق العشق

في هديل الحمام

وحمحمة الخيول

عشقه من فوق التل الصامت

وعلى حصى الرمل

تحت ضوء القمر الخافت

أعشق نجمه المخبأ وراء الغيم

حين يرنو إلي

دون أن يراني

أعَاقِر مزرعة الامل

أسيجها بأشواك الشوك

دون كلل

خوفا عليها من الضجر

أحرسها و شجر اللوز

من الملل

أعصر زهره الوردي

ألعق منه لعقات

ثم جرعات فينحل لساني

فأجدني وقتها صاحيا

من الثْمل

قابعا في مكاني

حيث خيَّمت عليَّ الذكريات…

من غزْل ماضِيَ

وحاضري

أصنع غدا لغدي

أرسم حدودا لمدى زماني

أصبُّ كثيرا ماء الورد

على حب جاف جافل

من حبي…

يغبطني ضاحكا بملء شدقيه

أهواه فلا يهواني!

دامغا كل لحظة من لحظات

العمر بعبث مطلق

أعبُّ ريق الندى

فلربما ذات ليل

ينجلي الغسق

لما يزمجر الرعد

و يجأر البرق بومضاته

فيعقِلُني ذاك من

بسهام الهجر رماني

ذاك من هجرني هواه

هجر الكرى فأفناني…

 


19فبراير2022

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى