لا شيءَ باتَ يكسركَ !بقلم ✏عهود عدنان نايلة
لا شيءَ باتَ يكسركَ !
حينَ يشيخُ قلبكَ .. لن تعودَ مهتمًّا بكلِّ التّفصيلاتِ التي كانت تعنيكَ قبلا.. الانتظارُ زمنه أقصر، الملحُ لا يغيّر نكهة طعامكَ ، السّكّر لا يحدثُ فارقًا في شاي نعناعك، صورةُ البحرِ مغبّشةٌ في عينيك لكن هذا لا يحرّك فيكَ ساكنا.. ميلادُ النّهارِ يفوتكَ من كسلٍ ومن وهنٍ لكن .. لا شيءَ باتَ يوجعكَ ، لا شيَ يغويكَ أو يكسر فولاذَ حزنكَ الرّاكد ..
حينَ يشيخُ قلبكَ .. لن يدفعكَ أي اهتمام للشّعور بالعرفان، ولن يؤذيكَ الإهمال، سقط الكثيرُ من نبضكَ، ومن مساحاتِ دمكَ ومن شرايينِ احتمالاتك، التهبت مفاصلُ روحكَ بالرّؤى الّتي لا تفتّشُ عن أحدٍ، استكنتَ إلى جرحٍ مملّحٍ بآهاتٍ مغمّسةٍ بجثث ما تبقّى لديكَ من صور، لا يفزعكَ أن يغادركَ الجدل الّذي كانَ يؤرقكَ قبلا، حتّى أنّك لا تتذّكر محاوره بالتّفصيل، صوتكَ انشطرَ أصواتًا تشنقُ رغباتِ النّشيد، عطبٌ مستفحلٌ كالوجعِ لكنّكَ لا تكترث … بعضُ تيهٍ وأبعاضُ شتاتٍ !
حينَ يشيخُ قلبكَ .. تعتادُ المرّ في كلّ ما يتعلّق بك، لا يؤذيكَ روتين المذاق كما كان يفعل قبلاً، ترقُّ ذاكرتكَ عن كلِّ ما يجبُ، حاضركَ يبدو كوشمٍ عالقٍ في جدرانِ قلعةٍ مُغَلّقةِ الأبواب، وغدكَ بلا حلمٍ بلا أثرٍ وكأنّهُ زاهدٌ عنكَ أو فيكَ أو معكَ، أنتَ نفسكَ لا تشكّل علامة فارقة بالنّسبة لك، وكأنّك أنتَ زائدٌ عن حاجاتك الآن … حينَ يشيخُ قلبكَ.. يشيخُ حصانكَ أيضًا، يشيخُ نورسكَ، تشيخُ لغتكَ ويصدأ أنينكَ … لا شيءَ باتَ يرمّمكَ أو يهدمكَ أو يعيد تشكيل هبائكَ… لكنَّ الأجملَ أنّهُ حينَ يشيخُ قلبكَ لا شيءَ بات يكسرك !
عهود عدنان نايلة
21 -تمّوز-2020م
الأردن – سوريا / الإمارات