قناة نحو الشروق

لا نقول إلّا ماشهدنا ! بقلم دكتور سعد روان

لا نقول إلّا ماشهدنا !

لا تزالون بخير مادام كبراؤكم موقّرين .

أنا أعمل حاليًا مديرًا لمتوسطة ببوسعادة .. ليس هذا المقصود ..

أستقبل أولياء تلاميذ وأستمع إلى انشغالاتهم يوميًّا يسألونني : أنت من عين الريش ؟ أجيب : نعم. تعرفش الإمام الحاج البشير روان ؟ أجيب: كيف لا أعرفه هو عمّي و إمامنا وهو من أعيان البلدة .

يذكرون لي الحاج البشير روان والبسمة تعلو مُحَيّاهم وكأنّهم لا يعرفون مُصلحًا غيره ، يمدحونه بشتى عبارات المدح ، هم ينتمون إلى عروش شتى من أولاد عمارة وأولاد فرج والحمالات وأولاد عامر ومن فئات المجتمع المختلفة؛ مثقفين، بطّالين، أسلاك الأمن، جمعيات وغيرهم .

وبعضهم يروي لي قصصا ومواقف حدثت له مع الحاج البشير روان .

وفي لحظة أنسى فيها هموم العمل ومشاقّه ومتاعبه أفكّر قليلًا في سبب إجماعهم على طيبة الرجل فلاحت لي ثلاثة أمور: أوّلًا الصّدق فلولاه لما وصلت كلمات الإمام إلى قلوب النّاس ووعتها قلوبهم ، ثانيا مخاطبة النّاس بمايفهمون؛ فاختيار الألفاظ واختيار المواقف التي تتطلب لغة معينة تساهم في جذب النّاس وكسب ميولاتهم ، ثالثا الدّين فمتى خاطبت النّاس بالقرآن الكريم والحديث الشريف ومواقف الصّحابة رضي الله عنهم لا شكّ أنّك تعزّز من ثقة النّاس فيك وتمكّنهم من الإصغاء إليك بل واتّباعك فيما تقول وتفعل.

إنّهم يهدّدونني !

أحيانًا لمّا أرفض طلب الوليّ مثلًا يهدّدني بالاتّصال بالحاج البشير روان قائلا :(يا تْحَوّلي ابني يا نروح للبشير روان نجيبولك ونجي ) هذه العبارة لطالما تكرّرت معي و من غير واحد ، وهي في الحقيقة أشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز حيالها، أشعر أنّ سيلًا جارفًا قادمًا سيقتلعني من جذوري..

.

بالرغم من كلّ ماحدث لهذا الرّجل إلّا أنّه سيظلّ رقمًا صعبًا يصعب تجاهله؛ بل لا أكون مبالغًا إن قلتُ إنّه أحد أكثر الشخصيات المؤثرة في مسار تاريخ عين الريش المعاصر بعد الحاج امحاد بلعيد طيبة و الحاج الزبار رحمه الله وعلي بن المبخوت رحمه الله وعيسى جقاطي رحمه الله وعبدالله سالمي رحمه الله ومعلمي الشريف رحمه الله واقويدر روان رحمه الله والبشير بن بسعود روان حفظه الله .

الخلاف مع الحاج البشير روان لا يُلغي تاريخه النّاصع ولامكانته المرموقة بين العروش…

حفظ الله الحاج البشير روان وجعله ذخرًا لعين الريش ولأهلها منارة تهتدي بها النّاس .

بقلم دكتور سعد روان

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى