إشراقات فنيةالقصة

لحظات السقوط بقلم محمد الليثي محمد

لحظات السقوط …
اللحظة الأولى :
قلت له وأنا أحاوره : اتركني أفعل ذلك
لكنه نظر إلى بغضب ..ونفض جلبابه ،وبدآ يسير ..لم أتمالك نفسي ..تحركت خلفه ..خطوة ..خطوة ..الطريق طويل ..تلفت حوله ..ولما رآني أسرع .. حين خلع ظله القمري من الأرضية الترابية ..تجاوزته قبضت على ذراعه ..طوح بى بعيدا ..لملمت أحزانى ..وأسرعت خلفه ..المسافة
طويلة وظلي القمري يتماوج ..يتقاطع ..يا ….
اللحظة الثانية :
بدآ خيال بعيد..حاولت جاهدا أن أتخيل ملامحه ، في راسي في اللحظة الأخيرة .. العرق يغرق فتحة جلبابي .. وصدري يضطرب .. وأنفاسي مقطوعة ، بصقت على الأرض وخلعت حذائي .. ثم في اللحظة التالية ، خلعت جلبابي وأسرعت خلفه .. و ….
زوجتي تبغي الولد .. الأم ماتت والجدة ة ماتت والأب هاجر .. وانأ الباقي من شجرة العائلة .. الجدار الرابع قارب أن يسقط .. والرجل الوحيد بالقرية
طلب أن احضر زوجتي .. بكيت .. وأحضرت زوجتي .. فقال لي وهو يدخن سيجارته :
– سوف تخدم أم العيال
أحسست بزوجتي تلعن في سرها ، وبدأت أشرح ما أعانيه كل المشاكل .. والدين الذي يطالبني به زوج أختي .. دعوت له .. وهو يتسلل ..
بنظراته يتأملها .. لعنت الشيطان وهو يتسلل خلفي .. أن مسبحته قاربت على المائة حبة .. والجمل .. والباخرة .. والطائرة .. للمرة الساسة
ترسم على الحائط .. أحسست بها وهى تنسحب من جواري بسرعة .. مارة بامرأة جميلة تحتضن صورة قديمة لرجل يبتسم .. التفتت .. حين رسم الرجل جنيهات قليلة على صدري ..
وبسرعة انسحب خلفها .. تأملت المرأة الجميلة ابتسمت حينا .. وحينا آخر بدأت تبكى .. تمنيت أن تفيق للحظات .. ول …
اللحظة الثالثة :
حين تحسست ظهرها .. انتفضت .. تأملتها .. لم يكن من عادتها أن ترفض .. قلت :
يجوز .. أنه التعب .
أدرت ظهري .. تنفست بعمق ، وبدأت احلم بالولد .. خلفي تماما تغيرت رائحة المكان .. قلت لنفسي :
سوف ننسى كل ذلك .
لكن فاجآنى صوت بكائها .. اعتدلت أطيل فتيل اللمبة .. مسحت دموعها المتساقطة .. وأغفلت دمعة كبيرة بجوار شفتيها .. تحسستها بيدي
وحاولت ان اقبض عليها لكنها استدارة وهربت ارتفعت في سماء الغرفة .. رفعت ذراعي إلى أعلى .. أشير لها أن تسقط برد وسلاما ..
لكنها أسقطت لون رمادي .. أزاح كل الألوان .. قلت :
يجب أن نتحمل ، قاربنا أن نسدد الدين .
ارتمت على صدري .. تحسست بيدها شعيراتي القليلة .. انثنت أناملها واستقامت .. نظرت إلى يدها .. تلوثت بألوان جنيي هاتى القليلة .. حاولت
أن تمسح يدها .. استعملت قطعة قماش .. صابونه .. كلور .. ماء نار .. لكن الألوان في كل مرة كانت تحتل جزء من جسد زوجتي .. مع ذلك بدأت
مخاوفي تخرج .. قلت لها في حدة :
لقد حصل …
وقبل أن أكمل .. قالت بصوت متحشرج :
لم أستطع أن ارفض .. د ….
اللحظة الرابعة :
جلست على الأرض .. أعرف أنه سوف يفعل .. سوف اسبقه إلى هناك .. لم التفت خلفي .. حين جاءني صوت زوجتي ينادى أسرعت بعيدا ، وقبل أن أصل .. رايته يحمل البندقية ، لم يلتفت .. وبسرعة دخل بيت الرجل الوحيد كان الرجل ما يزال ممسكا بسيجارته ، والمسبحة .. كأنه لم يبرح المكان .. اعتدل .. وسقطت السيجارة من يده .. وتعلقت المسبحة بيده اليسرى .. قبل أن يسقط .. بينما الألوان تخرج من صدري إلى عالم البراح .
بقلم القاص
محمد الليثي محمد

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى