لروح الشهيد
شعر/د.عبد الولي الشميري
هكذا كان كالهزيزِ نِزالُهْ
فَيْلَقًا كاملًا تَجِلُّ فِعالُهْ
ناضجُ الرَّأيِ رابطُ الجَأشِ لمَّا
يَبْرَحِ الآنَ بين عَيني خيالُهْ
يَذْرِفُ الدَّمعَ ساجدًا ثمَّ يمضي
باسمًا في الوَغى تَلِيهِ رِجالُهْ
فإذا ما انْجَلى غبارُ التَّلاقي
فترى الخَصْمَ صَرَّعَتْهُم نِبالُهْ
خَيْلُهُ الشَّوقُ يَبعثُ النَّقْعَ لَمَّا
قَدَحَتْ في الثَّرَى وحَثَّتْ نِعالُهْ
صادقُ الحبِّ للمعالي طَرُوبٌ
وَيْحَ نَفسي متى يَنَلْها مَنالُهْ
إيهِ يا قلبي الخَفُوقَ رُوَيدًا
هكذا الموتُ جاذباتٌ حِبالُهْ
يَدُ مَنْ جَرَّتِ الزِّنادَ عليه
كيف تاقَتْ بِجُرْمِها تَغتالُهْ
نمْ أَخي نَوْمةَ الشَّهيدِ سَعيدًا
معَ مَن زيَّن الجنانَ نضالُهْ
إيهِ يا قلبُ كيف تَبكيهِ والفِـ
ـرْدَوسُ والخُلْدُ وارفاتٌ ظِلالُهْ
عند رضوانَ مِن قُصورٍ وحُورٍ
وسيرعاكَ اللهُ جلَّ جَلالُهْ
نَعْيُكَ اليومَ لا أَمَرَّ علينا
منه والشَّعبُ باكياتٌ جِبالُهْ
غبتَ يا بدرُ عند زَحفِ الدَّياجي
يشتكيها جَنُوبُه وشَمالُهْ
كم قلوبٍ جِراحُها دامياتٌ
تتمنَّى، عسى يَنَلْها مَنالُهْ
زر الذهاب إلى الأعلى