لقد نفذ رصيدكم بقلم: “سهام رمضان محمد”
بقلمي /سهام رمضان محمد
لقد نفذ رصيدكم
الصداع سيفتك برأسي ،لابد أن آخذ قرص اسبرين ‹قال سرور لنفسه›.
شرع سرور في البحث عن الاسبرين في جميع المستشفيات و الاجزخانات في بلدته ولم يتحصل عليه ،امتد البحث الي البلدان المجاورة.
ركب سرور القطار و لم يستفق الا علي صوت احد الركاب بجواره
• استيقظ لقد وصلنا القطب الشمالي
• ما الذي أتي بك الي هنا؟
• جئت أبحث عن …..
لم يكمل سرور كلمته وانفجر بضحكات عالية.
عاد سرور من رحلته الطويلة ليلحق بطابور العيش الذي هو بدايته و نهايته علي مرمي البصر و بعد مرور ساعات
• عفوا لقد نفذ رصيدكم من حصة الخبز اليوم
اتجه سرور الي بيته حاملا خيبات الأمل ، يطرق الباب ،لتفتح زوجته
• لماذا لا تضيئ المصابيح حتي الآن
• لقد انقطعت الكهرباء لعدم تجديد الكارت
• حسنا سأستحم لحين إعداد الشاي
تطلق زوجته ضحكة عالية
• لقد انقطع الماء و الغاز ايضا
يهز سرور رأسه متأففا
• ما هذه الحياة البائسة
• حسنا سأهاتف الهيئات المسؤولة
يمسك بهاتفه يرن ،ليأتيه الرد
• عميلنا العزيز ،عفوا لقد نفذ رصيدكم من الحياة الأدمية.
• و عليكم التعايش مع الجهل ، الفقر ، المرض ،التشرد و الضياع ، لحين الموت أو محيَ ضمائر الحكام .