الرواية

لمحة عن رواية الباحثون عن العظام، لطاهر جاووت.

لمحة عن رواية الباحثون عن العظام، لطاهر جاووت.

تتلخّص أحداث الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية في أصلها، في خروج مجموعة من القرويين، ومن بينهم طفل في الرابعة عشر رفقة قريبه المدعو رابح واعلي، وحمار علي أماووش.
انطلقت القافلة بحثا عن رفاة الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف فداء للوطن، إذ لأوّل مرّة يغادر الطفل القرية للبحث عن عظام أخيه، وفرحته بهذه الرحلة جعلته يكتشف عالما آخر أوسع ممّا يتصوّره في قريته المنعزلة في الجبال: مدن وقرى، وأناس يختلفون في عاداتهم وهيئاتهم وطبائعم وحتى في لغتهم عن أولئك الذين تركهم في القرية (إشارة الروائي إلى التنوّع الثقافي في الجزائر).
الرحلة كانت شاقة وطويلة لما واجهوه من مسالك وعرة وتضاريس مختلفة وجوّ حار (تمازج أدب الرّحلة بالرّواية)، وبعد بلوغهم المكان المقصود استعانوا بعجوز ليدلّهم عن مكان دفن الأخ، فبدأو يحفرون كباحثين عن ذهب حتى اصطدم معولهم بعظام فاستخرجوها من التراب بحذر، ووضوعها في كيس وعادوا بها إلى القرية لدفنها من جديد في مكان لائق في صندوق من رخام.
وهكذا فقد أدوا واجبهم نحو شهدائهم، “البحث عن العظام” لطاهر جاووت، سؤال الهوية ومسائلة المجتمع.
تنطلق أحداث الرواية الصادرة عن المؤسسة الوطنية للطباعة، سنة 1971، بخروج مجموعة من القرويين في منطقة القبائل، ومن بينهم طفل في الرابعة عشر من عمره، رفقة قريبه المدعو “رابح وعلي”، وحمار “علي أماووش”، وانطلاق القافلة للبحث عن رفاة الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف فداء للوطن، ولأول مرة يغادر فيها الطفل القرية للبحث عن عظام أخيه، وفرحته برحلته هذه جعلته يستكشف عالما آخر، أوسع مما كان يتصوره: مدن وقرى، وأناس يختلفون في عداتهم وهيئاتهم، وحتى في لغتهم عن أولئك الذين تركهم في قريته المعزولة.
الرحلة مضنية، لكنها مغرية بالنسبة للمغامر الصغير، كانت شاقة وطويلة لما واجهوه من مسالك وعرة، وتضاريس مختلفة وجو حار. وبعد بلوغهم إلى المكان المقصود استعانوا بعجوز ليدلهم على مكان دفن جثة الأخ الشهيد، فاستخرجوا العظام وعادوا بها لدفنها في القرية من جديد في مكان لائق في صندوق من رخام!ّ، وهكذا بالنسبة للقرويين فقد أدوا واجبهم نحو شهدائهم الأبرار، إلا أن الطفل بقي مشغولا بمجموعة من التساؤلات: فلماذا نبشوا قبر الأخ؟، ولما استعادووا الرفاة إلى مسقط رأسه؟، وهل هي أصلا عظام الأخ؟، وإن كانت كذلك فهل أدى حقيقة واجبه نحوه؟، علما أنه كان على علم برغبة أخيه الشهيد في مغادرة القرية التي عاش فيها تعيسا، هنا تظهر قسوة المجتمع الذي لم يرحم أناسه أحياء، فكيف يرحمهم أمواتا؟.
مقطع من الرواية:
«هو ذا الهيكل العظمي قابع في قاع الهوة فير مبال بتأثرنا وعيائنا، وفكا جمجمته المفتوحة يبدوان كأنهما يستهزئان منا، أو يبتسمان لنا، لا أدري الذي كان كتوما على قيد الحياة…، غير أن كل عائلة، وكل شخص كانوا بحاجة إلى كمشة من العظام لتبرير التطاول والتهيب اللّذين سيطبعان سلوكاتهم المقبلة في ساحة القرية».

– منقول –

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى