المقال
لمدائح النبويّة بقلم: “أ. عبدالرحمن حمد”
المدائح النبويّة
فن من فنون الشِّعر التي أذاعها التصوف، فهي لون من التعبير عن العواطف الدينية الصادقة، وباب من الأدب الرفيع لأنها لاتصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص.
وأكثر هذه المدائح النبويّة. قيلت بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم) .
وما يقال بعد الوفاة يسمى رثاءً ولكنه في رسول الله يسمى مدحاً.
كأنهم لحظوا أنَّ الرسولَ ( صلى الله عليه وسلم)
موصولُ الحياة، وأنَّهم يخاطبونه كما يخاطبون الأحياء.
ويمكن القول فإنّ الثناء على الميت لايسمى رثاءً
إلا إذا قيل في أعقاب الموت. ولذلك
تراهم يقولون : ( قال حسان يرثي النبي صلى الله عليه وسلم. ليفرقوا بين حالتين من الثناء:
1/ ماكان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
2/ ما كان بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
على حين لايراد بالمدائح النبويّة إلا التقرب إلى الله بنشر محاسن الديّن والثناء على شمائِل الرسول الكريم.
والمدايح النبوي: فن نشأ في البيئات الصوفيّة ولأن الذين أجادوا فيه لم يكونوا في الأغلب من فحول الشعراء.
ومن نماذج هذه المدائح النبويّة التي قِيلت في خير البريّة. لامية// كعب بن زهير //:
التي مطلعها:
ـ بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
ـ وما سعاد غداه البين إذ رحلوا
إلا أغنُ غضيض الطرف مكحول
ـ إنّ الرسول لسيفٌ يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول
فهذه القصيدة جاهلية تغلب عليها قوة السبك
فكعب لم يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لينجو من الموت.
ومن البديعيات الجميلة في المدائح النبوية. قصيدة البردة للشاعر البوصيّري التي أخترت منها بعض الأبيات من قوله:
ــ أمن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم
ـ أم هبّت الرّيح من تلقاء كاظمة
وأومض البرق في الظلماء من إضم
ـ يالائمي في الهوى العذري معذرة
مني إليكَ ولو أنصفت لم تلمٍ
ـ محمد سيد الكونيـــــن والثقلين
والفريقين من عرب وعجم
ـ هو الحبيب الذي ترجى شفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
ـ فاق النبيين في خَلْقٍ وخُلُقٍ
ولم يدانوه في علم ولاكرم
ـ أكرم بخلق نبيٍّ زانه خلقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متسمِ
وصلِ اللهم على سيدنا محمد ماهبت النسائم وماناحت على الأيك الحمائم
إذا أتممت القراءة فصلِ على الحبيب المصطفى
وانضم لمجموعة
ـ نسائم العلم والعرفان
ـ شذرات من وحي اللغة العربية
إدارة: أ. عبدالرحمن حمد