المقال
ليلة سقوط برلماني بقلم: “أ. عبدالإله ماهل”
ليلة سقوط برلماني
بقلم: أ. عبدالإله ماهل من المغرب
الحلقة الخامسة
انتصف الليل، وساد سكون مريب، وكله تربص وترقب أية عاصفة، وبأي مقاس تأتي عليه.
هبت ريح قوية سرعان ما تداعى لها الشجر والحجر، ولا من زخة مطر لاحت في الأفق؛ وكأن خريف الساسة وخرافات السياسيين قد تفشى عدواه، وأفسد الطبيعة وما فيها.
ضرب أخماسا بأسداس، عض على شفتيه، وتمنى ساعتها لو أسعفه الزمان وعادت عقارب الساعة إلى الوراء؛ لأعلنها حربا ضروسا بالنار والرصاص، يأتي بها على الأخضر واليابس، ويردي بها كل حي يقف حجر عثرة، يحول دونه ودون ذلك الكرسي-السرير القابع هناك بالبرلمان.
حملة شرسة قادها بيد من حديد، استعمل فيها المال الحرام والعنف المفرط، تكللت ظنا منه بنجاح منقطع النظير؛ ليتفاجأ على الطرف الآخر بخصم عنيد ومن عيار ثقيل.
لم يدر من أي ثقب خرج عليه؛ شاب وسيم متعلم ابن بلد، انبرى أمامه بدون لون أو برنامج.
قطع عنه الطريق، أفسد عليه حملته الادعائية، بعثر جميع أوراقه؛ ليواجه برِدة بين صفوف تابعيه وتابعي تابعيه.
خرق القاعدة؛ ولم يعد بإصلاحات تذكر…
وفي وقت عزت فيه فرص العمل والاستثمار، ونابت عنها المحسوبية -وباك سيدي- ، اكتفى بحملة كان عنوانها “صدقة، صدقة، أولاها المقربون…”
سرعان ما لقت ترحيبا؛ وكأن الناس لم تعد تنطوي عليهم وعود الأحزاب، وما ولد من رحم السلطة والتسلط؛ وكأن الناس فطنوا اللعبة، وما تجره الألوان عليهم من فتن وسياسات مدعاة للتفرقة والسؤدد.
هز كتفه وضحك عاليا، وكله أمل في صبيحة الغد، وما يحمله ذلك الطبيخ الذي طبخ بمعرفتهم ومن وراء تلكم الكواليس..