ليلة في الوطن بقلم الشاعر يوسف شهير
من ديواني الاول ( بعض مشاعري نحوك ) :
ليلة في الوطن
…………………..
أيُّهَا اليَاسمينُ الذي
مَرَّغَ القَلْبَ
بينَ شِفاهِ الليالي
بِلَيْلَةِ وَجْدِ ..
أشكو إليكَ حَنينَ الفُؤادِ
إلىَ لَوعَةِ القُربِ ،
وَالبُعْدِ ، والسُّهْدِ ،
والموتِ شوقاً عَلَىَ حافَةِ الصَّدِ
والغَرَقِ الصَّادي
في صَدَفِ البِيدِ
من غَيرِ جَزْرٍ ،
ولا غَيرِ مَدِّ
وَعُرسِ اختصارِ الليالي جميعاً ؛
بِلَيْلَةِ سَعْدِ .. !
وَحِينَ يُمَزِّقُ رَجْعُ الصَّدَىَ ،
العُمْرَ
من غَيرِ رَدِّ
عَلَىَ أي حَالٍ ،
أنا أيُّهَا اليَاسَمينُ خَرَجْتُ
من الخَاطِرِ الثَّائرِ المُسْتَبدِ
ومن كُرَيَاتِ ولَونِ دَمَي ،
وانطَلَقْتُ ..
بِلا أي حَدِّ !!
وأحْرَقْتُ كُلَّ خَرَائطِ قَلْبِي
وعُدْتُ إليكَ
فَكُلُّ الذي ضَاعَ مِنِّي سُدَىَ
بِغَيرِ شَذَاكَ
فَمَا كانَ يٌجْدِي
لإني كَرِهْتُ الليالي بِدونِكْ ..
كَرِهْتُ التَّحَوُرَ في شَكْلِ نَفْسي
فَقَدْ جِئتُ من قَبْلُ ؛
قَبْلي ، وَبَعْدِي ..
كَرِهْتُ التَّحُوُّلَ من شَاطِيءِ الوَعْدِ
عِنْدَ المَسَافَاتِ ..
خَلْفَ المَدَىَ ؛
لأُبَارِكَ وَعْدِي
وَألْعَقَ عِنْدَ مَصَبِ دُمُوعِي
منَابِعَ خَوفِي
بِأنْهَارِ عَهْدِي
وَأُلقِي بِكُلِّ شُمُوسِ الأمَلْ
في ظَلامِ التَّحَدِي
فَخُذْنِي إلَىَ لَيْلَةٍ في هَوَاكْ ..
لَيْلَةٍ في َِذّاكْ
خُذْني هُنَاكْ
وَعَرْبِدْ كَمَا شِئْتَ في القَلْبِ ..
في العَقْلِ ؛
رُوحِي فِدَاكْ
أيُّهَا اليَاسَمينُ انْتَزِعْنِي
إلَىَ الأسْرِ
في لَيْلَةِ الألْفِ قَيدٍ وَقَيْدِ
لأنِي مَللتُ التَّحَرُّرَ
وَحْدِي
خُذْنِي فَفِي حُريَّةِ الأسْرِ ؛
عِزِّي ،
وَسُلْطَانِ مَجْدِي
لَيْلَةٌ واحِدَةْ -أيُّهَا الَيَاسَمينُ –
بِحُضْنِ الوَطَنْ ؛
وَيَخْرُجُ وَرْدِي .
………………………