الورود في حياتنا كثيرة لكل منهم رائحة خاصة تجذب بروعتها و رائحتها أصحاب الذوق الرفيع لكن الأجمل أن نملك ورود ناطقة بروح أدبية تفوح منها أبيات شعر و أقوال فِكر تُرجمت لحقول من الورد و الزهر معلنةً السلام السرمدي في ساحة الحرب السوداء بهذه الكلمات نبدأ حوارنا مع ا.كارمن موسى في برنامج مبدعٌ ولكن؟!
من هي كارمن وكيف تصف لنا نفسها ؟
أعتقد بأن هذا السؤال بقدر سهولته تكمن الصعوبة، كارمن فتاة حالمة جداً ،عمري 23 سنة خريجة إقتصاد من جامعة طرطوس أحب الكتابة وبدأت بها من عمر صغير ،شغفي بالقراءة و الكتابة كان وحيداً أحتفظ به بعيداً عن أي شهرة ،لكن شعرت مع الوقت أنه بدأ يتغلب عن كونه السر المُحتفظ به أو بالأحرى وددتُ إظهاره كوني شخصية تعبّر عما يجول داخلها بالكتابة .أحب الهدوء ولا أستطع التفكير إلا بجو هادىء ،أميل لسماع الموسيقى التي تلهمني ،وأعتقد انني مهما وصفت نفسي لن أصل للوصف الدقيق الذي يضعه لي المقربين مني .
موهبتي كانت بعيدة كل البعد عن مجال دراستي و سُئلت كثيراً لماذا لم أدخل فرع الأدب العربي كوني أحب الكتابة
لكني لم أجد نفسي فيه
الأبداع والموهبة لدى كارمن تختلف عن مجال دراستها ما رأيك؟
موهبتي كانت تشجعني أكثر بدراستي ،فالمساحة التي كنت أقتطعها وقت الفراغ او حتى أثناء الدراسة لاكتب كانت تنير داخلي أفكار جديدة دوماً وهذا ما يجعلني أعود للدرس بهمّة
لا انسَ عندما كانت تأتيني أفكار الكتابة وأنا ادرس لامتحانات الجامعة ،وكنت عندها اكتب بمخيلة واسعة و استطعت تحصيل نتائج عالية في الامتحانات، أعتقد بأن موضوع الموهبة والدراسة هو نسبي حسب طبع الشخص لكنه كان بالنسبة لي محفز قوي
ماذا تعني الكتابة بالنسبة لك؟
الكتابة بالنسبة لي أكبر من مجرد تنسيق حروف او كتابة فكرة ونسيانها. الكتابة أن تكتب شيء منك ببساطة وعمق و أسلوب محبب يصنع فارق لدى المتلقي ليترك أثر إيجابي لك تُذكر به ولو بعد سنوات ،ولاشك أن الكتابة حرية شخصية لكنني وبشكل شخصي لا استطيع الكتابة بوضع او ظرف مقيد ،فهي بالنسبة لي إلهام لو حدث وانقطع لفترة أفضل عدم الكتابة على أن اكتب شي لا يشبهني .
هل تعرضت كرمن للخيبات من قبل وما هي الخيبة الكبيرة في نظرك ؟
الخيبة الكبيرة هي في النهاية درس مهما جرحت داخلك يبقى لها الوقع القوي لتغير الاتجاه
كثيرة هي اللحظات التي نعمل بها بحب وبجهد لمشروع معين او لموهبة ما ولكن عندما تقابلنا أحكام مجتمع لا يألف التغيير بسهولة ستكون الخيبة بانتظارنا ،خيبة عدم الوصول وهنا إما نعتبرها دافع لتغيير الفئة المستهدفة والبدء بمحاولات جديدة أو نسمح لها بإعادتنا لنقطة الصفر و التوقف عن حلمنا ورسالتنا.
حدثينا عن آخر مولود أدبي من تأليفك؟
وعلى ذكر الخيبة مولودي الأدبي الصغير كان تجربة لإيصال جزء مما يختزن داخلي من أفكار و ما زلت اعتبره في البداية آملة أن أكمله هو عبارة عن قصة بعنوان خيبة سفر يتحدث عن فتاة تعيش في ربيع شبابها ضمن واقع سوري صعب تسعى إلى تحقيق حلمها لكن ظروفها المعيشية القاسية وضعتها في مواقف متضاربة بين السعادة والخيبة
القصة ذات طابع درامي رومانسي واجتماعي
كارمن القائدة تختلف عن كارمن الإنسانة المدية برايك مهو وجه الإختلاف بينهما؟
أن تكون قائد لا يعني أن تتجرد من إنسانيتك لكن عليك أن تبتعد عن المبالغة، فأنا بطبيعتي متعاطفة جداً لكن بشخصية القائدة التعاطف يقل مقابل العقلانية في التصرف وطبعاً بتعامل بعيد عن الحدّية قريب جداً من التشاركية والمناقشة والتعاون وهنا يكمن الاختلاف الصحيح
حصلت على شهادات متعددة ومتنوعة وجميعها بالنسبة لي مشجعة و اعتبرها وثائق إنجاز بسيطة وبقيمة معنوية أكبر
ولعل اقربها لقلبي كانت من فريق مئة كاتب وكاتب في سوريا
ا.كارمن حدثينا عن هذا الجانب أكثر..
إشرافي لفريق مئة كاتب وكاتب في طرطوس لاربع سنوات كان نقطة تحول كبيرة في حياتي لأنني كنت ضمن مجموعة شبابية مبدعة و حاضنة مواهب متنوعة
تعلّمت الكثير منهم عن الشخصيات ،اسلوب المعاملة،التميز في الأفكار، التعاون، والأعمق الحب
آمنت بنفسي و بهم وما زلت حتى لو اجبرتني الظروف عن التوقف و الخروج من الإشراف لكني معهم بكل الخطوات .
ماذا يفتقد الشباب العربي اليوم؟
يفتقد الشباب العربي اليوم عنصرين احدهما واجب والآخر حق
فقدان القدرة على الإلتزام والصبر و جعل الآراء السلبية المحيطة هي المتحكم بشخصية البعض ،جميعها أسباب تدفع بشبابنا للفشل لذلك الواجب هنا الثقة العالية بالنفس للوصول
واما عن الحق
فهو برأيي الدعم الصحيح لشبابنا وبعيدا عن اي مصالح شخصية، فقلة قليلة من الجهات التي تتوجه ببرامجها لدعم الشباب دون غايات الشهرة و جمع العقول
اتمنى أن يتجه الدعم للاستفادة من طاقات الشباب ضمن نطاق يرفع من قدراتهم ومواهبهم ويحفزهم للمزيد .
أخيراً كارمن مبدعة ولكن؟!
كارمن مبدعة ولكن الظروف المعاشة والصعبة تجعلها بعيدة عما تحب وعن طريق طموحها في مجال الكتابة
محمد وسوف/ سوريا
صحيفة نحو الشروق/ الجزائر
