إشراقات أدبية

متى أراك

متى أراك


شعر/د.عبد الولي الشميري


يا ويحَ طَرْفِكَ إنْ أهلُ الحِمَى رَقَدُوا
وفي عُيونِكَ مِن طُولِ النَّوَى سَهَدُ

النَّجْمُ غادَرَ مِنْ أَبْراجِهِ غَلَسًا
وأنتَ في سِجْنِ أثوابِ الهَوَى كَمِدُ

يا شارِيَ البَرْقِ إنْ تَبْلُغْ أحِبَّتَنا
فاقْرِ السّلامَ وَحَدِّثْهُمْ بِما أَجِدُ

وَقَبِّلِ الأرضَ حُبًّا عندَ مجلسِهم
لَعلَّ يَغْشَاكَ مِنْ أنفاسِهمْ رَشَدُ

وَقُلْ لَهُمْ إنَّه مِنْ بَعْدِكُمْ دَنِفٌ
على الفِراشِ فلا صَبْرٌ ولا جَلَدُ

وعَينُهُ قَدْ كَساها بَعْدَ فُرقَتِكُمْ
وَكَحَّلَ الجَفْنَ في أَحْدَاقِهِ رَمَدُ

يَنُوحُ ما صَدَحَتْ في الدَّوْحِ صادِحَةٌ
وليس يَعْلَمُ سِرَّ الابْتِلا أَحَدُ

فسائِلُوا عنه أنسامَ الصَّبَا سَحَرًا
وَاسْتَنْبِئُوا عنه مَنْ غَابُوا وَمَنْ شَهِدُوا

يا مَنْ تُخَاطِبُهُ روحي وَتَعْشَقُهُ
مَتَى أراك؟ أَمَا لِلمُنْتَأَى أَمَدُ؟

أُغالِبُ الدَّمْعَ والأجفانُ تَقْذِفُهُ
وَأُخْمِدُ الجَمْرَ والنِّيرانُ تَتَّقِدُ

يَدِي مِنَ الدَّمْعِ كالياقوتِ أَخْضِبَها
فليسَ تُشْبِهُها في العاشِقينَ يَدُ

ما أصعبَ الصَّبرَ والأشواقِ مُقْتَرِبًا
فكيفَ بالله حَالي حِينَما بَعُدُوا؟

ماذا عَلَيَّ إذا قالوا تَعَشَّقَكُمْ
حَتَّى الفَنَاءَ ولا رُوحٌ ولا جَسَدُ؟

يَلومُني كُلُّ قاسِي القَلبِ يَنصحُني
والنُّصْحُ مِنْ مِثْلِهِمْ فِي مِلَّتِي حَسَدُ

إِنَّ الغَرَامَ إذا استولَى عَلَى بَشَرٍ
أمسى هُوَ الأهْلُ والأموالُ والوَلَدُ

تَبلى الحياةُ وَتُبْلِي كُلَّ مَا نَسَجُوا
لَكِنَّ أثوابَ أَشْواقِي لَكُمْ جُدُدُ

دَعُوا لأهلِ الهَوَى العُذْرِيّ مَذْهَبَهُمْ
ولا تُكَلَّفُ نَفْسِي فَوْقَ ما تَجِدُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى