إشراقات أدبيةالقصةالمسرحيةالنثر

(محاكمة لورانس/ الأديب والشاعر/ العربي لعرج “

(محاكمة لورانس)
=الشعر المسرحي = يرفع الستار:
على الكرسي يقف أرسطو مناديا بالفضيلة لفك الصراع بين الأنا والغير والجمهور تنوع من الفلاسفة العقلانيين والأخلاقيين، ديكارت، هيغل، هيدغر ،سارتر، وكانط. احتدم الصراع واشتد الجدل ،وازدادت الهوة والتناقض، للكشف عن الحقيقة بينما غاب عن القمة ابن خلدون لظروف طارئة تتعلق بالقيم.
مجبر أباك
لا بطل
والخير في الناس مأمول
وما يزل
يا بني أمطرني بالقبل
علها تنسيني هذا الهزل
فالماضي أرهقني
ولا الحاضر أنصفني
ولا المستقبل
كم بنينا خيالا من أمل
كرماد صار خلفته المقل
فلا تشيئني يا ساتر
ولا تهديدك للآخر يا هيغل
ولا الأخلاق تنفع يا كانط
فلست كائنا من زحل.
فالحقيقة أنت تعرفها
والشمس أنت تحجبها
والحق يعلى
وهو المنهل
فلا الحاضر أنصفني
ولست راض…..
عن سلوكات الخجل
يا بني أنت السؤال
ومنك الجواب
وأنت الأمل.
يدخل لورانس العرب مكبلا،يجر معه تاريخا مثقلا ،بين يدي القاضي أرسطوا، يأخذ ابن رشد الكلمة مرافعا عن العرب :
أرسطوا أيها القاضي
فالأمر زاد عن التغاضي
سبيت في الناس قوما
لا تزال على الحداد
وكدت في الناس لؤما
واستبذلت الفساد بالفساد
وفينا من الأخيار أشراف
ونساء من كل البوادي
ورجال صنعوا التاريخ
واليوم تأبى عن التراضي.

فيتدخل القاضي أرسطوا:
يا لورانس …..
لقد صنعت الجدل
وشهدت عنك السفوح
وحتى الجبل
ماذا تقول فم مضى ومن قضى
وخير من النساء بكى وترمل.

يقاطعه لورانس مدافعا عن نفسه
أرسطوا أيها القاضي
لا تؤاخدني عن الماضي
فلست بدا من الأعادي
ولم أكن يوما مثل
وفيك خابت ظنوني
وفي العقل أنت البطل
وإن كنت قد أخطأت يوما
فإني غريق حتى البلل
تغاضى الأحباء عني
وتركوني ويا من وصل
ذروني ألهوا في بلاد الغرب
في انتظار يأتي الأجل.

يدخل دونكشوط مخمورا راكبا حماره مرافعا عن الإيبريين ،ومخاطبا أرسطوا:
أرسطوا أيها القاضي
بالفضيلة والأخلاق
لاتؤاخذني بما جرى
و بما سفه الرفاق
كنت ألهوا عبر التاريخ
وأنشر العبث في الأسواق.
فهذا مر طعمه
وذاك حلو المذاق.
لا نيرودا نبهني
ولا كويلهوا حذرني
وأنظر الى الدنيا
كالحالم المشتاق.

تدخلت مقاطعا أرسطوا، معلنا عن إفلاس القمة وفي رأسي دوار عنيف من الضباب الكثيف.

إسمع إسمع يا أرسطوا
كي ننهي هذا الجدل
لا الماضي أنت تعرفه
ولا الحاضر تصدقه
وها دمعي …أذرفه
وأنت لا تدري الخلل
لا الماضي أنصفني
ولا الحاضر أنقذني
فأخرجني من هذا الوحل.

رفع القاضي أرسطوا الجلسة لتتأجل إلى موعد لاحق ،فلم ينصف المتهم ولا الصادق ،محاكمة بدت ضبابية ،كثر فيها اللغط والسخط ،بين المتنبي والمعري وابن جني واتهموا أرسطوا بالشطط ،كلامك من يصدقه ،لا الحق أنت تعرفه ،فحار في معنى الشطط حتى من على الكرسي سقط .
فأسدل الستار إلى محاكمة أخرى مجهولة الموعد …..
الأديب والشاعر العربي لعرج المغرب

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

مراسل صحفي في صحيفة نحو الشروق مدير في شركة سياحية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى