محطات ما بين الكلمات بقلم نبيلة قرماش
إذا قررت يوما أن تترك حبيبا فلا تترك له جرحا…فمن أعطانا قلبا لا يستحق أبدا منا أن نغرس فيه سهما…أو نترك له لحظة ألم تشقيه…
وإذا فرقت الأيام بينكما…فلا تتذكر لمن كنت تحب غير كل احساس صادق… ولا تتحدث عنه إلاّ بكل ماهو رائع و نبيل…فقد أعطاك قلبا و أعطيته عمراً…وليس هناك أغلى من القلب و العمر في حياة الإنسان…
وإذا جلست يوما وحيداً تحاول أن تجمع حولك ظلال أيام جميلة عشتها مع من تحب أترك بعيدا كل مشاعر الألم و الوحشة التي فرقت بينكما…
حاول أن تجمع في دفاتر أوراقك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحب …و كل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب…واجعل في أيامك مجموعة من الصور الجميلة لهذا الإنسان الذي سكن قلبك يوما،ملامحه ،وبريق عينيه الحزين،وابتسامته في لحظة صفاء ،ووحشة في لحظة ضيق.. و الامل الذي كبر بينكما يوما وترعرع حتى وان كان قد ذبل أو مات…
واذا سألوك يوما عن إنسان أحببته فلا تقل سراً كان بينكما ولا تحاول أبدا تشويه الصورة الجميلة لهذا الإنسان الذي أحببته …اجعل من قلبك مخبأ سريا لكل أسراره و حكاياته…فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر…
وإذا شاءت الأقدار واجتمع الشمل يوما فلا تبدأ بالعتاب والهجاء و الشجن…وحاول ان تتذكر آخر لحظة حب بينكما لكي تصل الماضي بالحاضر …ولا تفتش عن أشياء مضت لأن الذي ضاع قد ضاع والحاضر أهم كثيرا من الماضي..و لحظة اللقاء أجمل بكثير من ذكريات وداع موحش…وحاول أن تتجنب أخطاء الأمس التي فرقت بينكما لأن الانسان لابد أن يستفيد من تجاربه …ولا تحاول أبدا أن تصفي حسابات أو تثأر من إنسان أعطيته قلبك لأن تصفية الحسابات عملة رخيصة في سوق المعاملات العاطفية..و الثأر ليس من أخلاق العشاق ..ومن الخطأ ان تعرض مشاعرك في الأسواق وأن تكون فارسا بلا أخلاق…
وإذا كان ولابد من الفراق فلا تترك للصلح بابا إلاّ مضيت فيه ..واذا اكتشفت أن كل الابواب مغلقة وان الرجاء لا أمل فيه وأن من أحببت يوما قد أغلق مفاتيح قلبه …و ألقاها في سراديب النسيان فنا فقط أقول لك: أن كرامتك أهم بكثير من قلبك الجريح حتى و إن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح فلن يفيد أن تنادي حبيبا لا يسمعك …وأن تسكن بيتا لم يعد يعرفك أحد فيه…وان تعيش على ذكرى إنسان فرط فيك بلا سبب..في الحب لا تفرط فيمن يشتريك ولا تشتري من باعك ولا تحزن عليه.