متفرقات

مختارات من روائع وائل السعدني

إستيقظت القبيلة على صوت راعيها و هو يقول: أريد أن أترك الزعامة لرجل منكم و لكن لابد لمن سيحظى بهذا المنصب أن يذهب إلى كل القبائل الأخرى للتعريف بنفسه و بمنهجه في التعامل معهم و سيكون مع كل واحد من المتبارين جندي يحرسه.
فتقدم كثير من شباب القبيلة و كهولها لكي يحظوا بهذا المنصب.
و إلى الآن مازال الراعي يرعى و لم يعد أي من هؤلاء إلى خيامهم بعد.
وائل السعدني

العالم اليوم مليء بالمتناقضات فهناك الغنى الفاحش و هناك الفقر المدقع و هناك من ينعمون بالراحة و هناك من يغوصون في الأوحال، العالم غير متكافئ في الفرص و غير عادل لسكانه، و لذلك كانت هناك حاجة ماسة لعقد اجتماعي يعدل هذا الميل الشديد لكي يتوازن العالم فتختفي الفوارق و الطبقات، و لكن كيف ذلك و من الذي يستطيع أن يفهم كل هذه الاتجاهات البشرية في التفكير و الفلسفة؟
ليس هذا العالم مخلوقاً من تلقاء نفسه و إلا لخلق نفس العالم مرات و مرات و لحدث تشابك بين العوالم و لكنه عالم واحد و لابد له من صانع واحد و هو الأقدر على أن يصنع هذا العقد الاجتماعي العادل و القيم.
كل الكتب الدينية مليئة بكل المتناقضات إلا القرآن فهو كتاب مبين في منهجه واضح في طريقة عرضه تحسه القلوب و تميل إليه النفوس، و كان لزاماً أن يأتي على رجل من البشر ليس به شائبة من مجون أو تفحش في القول أو الفعل و لذلك كان محمد صل الله عليه و سلم هو الشخص المختار لإبلاغ الناس بوصايا الله التي قدرها لهذا العالم لكي يستكين و يهدأ من كل هذه النزاعات و الفوارق.
شخص محمد المتواضع و الودود و المحب لكل الكائنات هو الأمثل لكي يكون مرسلاً و هذا تشريف له من الله و قد احترم محمد صل الله عليه و سلم هذا التشريف فأوصل أمانة الله و هي كلامه بكل حب و ود و أمانة إلى العالم.
رجل له من الحكمة ما لم يكن لأحد في زمانه، أحب الناس جميعاً و تمنى لهم الخير و جازف بنفسه و بأهله في سبيل ذلك و لم يخش بطش أكابر قومه و لا عنفوان أعداءه فقابلهم بكل هدوء و بصيرة و أوضح لهم أن الله لطيف بهم و يريد لهم الخير و لا يريد لهم أن يكونوا كالشيطان في كرهه و قساوته.
حري بكل الناس أن يعرفوا أن محمداً صل الله عليه و سلم بشر عادي و لكنه بشر نقي يقترب في نقاءه للملائكية إن لم يكن أزيد و هذا يدفعنا أن نقول للناس جميعاً كونوا كمحمد ملائكة بشرية فليس هناك خلود في هذا العالم فلا تتكالبوا على فناء محتم.
وائل السعدني

 

يا صديقي ليست المشكلة في الحياة و لكن في كيفية استيعابها، أنا لا أعرف الطريق الصحيح لأعيشها مع أني ألتزم بما منحته من فضائل و مثل، بيد أني لا أعرف كيف أتقي ما وضعته لي من صعاب متمثلة في الرذائل و النقائص، أنا أتعثر في كل مرة أخطو فيها خارج نفسي فأحاول العودة سريعاً كهارب من جحيم سيهلكه.
وائل السعدني

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى