مدن الذكرى بقلم :نصيرة بهلول
مدن الذكرى
عانقت روحي مدنا
طواها الزمان
أين أنفاس الربيع
ورقة الورد والياسمين
أين الأجرام اللوامع
تنير الربى والبساتين
أين سحر الطبيعة
وبهجة الغدران
أين دفء الحنان
وكف الآمان
أيناك يا أمي
زمان طواه زمان بلا ألوان
مالي لا أسمع صلوات جدتي
وتراتيل الضياء
كالملاك في السماء
بثوب من جلال
عند فجر الأمل
مالي لا أرى عمتي
عند ضياء القمر
شعر شلال مضفر
بألف أغنية
تفرش لنا مرقدا
يضوع بأرج الند
على ضفاف الأمنيات
والنجمات والنغمات
مالي لا أسمع أغاني الفصول
وعذب الغزل
بسحر وحلاوة ناي عمي
حينما يسوق المواشي
للمروج الخضراء
على امتداد البصر
زمان طواه زمان رمادي
كبرنا
غابت الوجوه
نحو الفناء
أوحشت الفضاء
تفرق الأحباب
لأتفه الأسباب
تلاشى الود فينا
البركة عليها أقفال ثقال
ومضى كل شيء جميل
ضياع طويل
ضجر من الحاضر
دوار من غير قرار
مات الشعور
انسانية تائهة
لا ترعبها الأرض الدامية
نهيم من يأس إلى يأس
زمان الجنون
من يعيد مجد الأندلس تراثنا
من يحرر زهرة المدائن أقصانا
من علمنا بلاد العرب أوطاننا
ما عاد صوت فلسطين عبر الأثير يحيينا
ما عاد يلهب و يفجر المشاعر فينا
وكم رددنا ورددنا
( فلسطين داري
فلسطين ناري
فلسطين ثاري )
سنرعى الأمانة
ونواصل النضال
حلمنا بسلام أخضر
من صنع أيدينا
كبرنا وكبرنا
وأدركنا أن الأحلام تخون
كبرنا
مات عهد الصبا
مات العندليب
ولى عصر الراديو
مات الجار الودود
دمرنا أشجار جدي
أبي لن يعود
وفلسطين لم تتحرر بعد
الأديبة نصيرة بهلول
اسم الشهرة ليلى