مراحل عددها سبعة ( حكاية نثر تعبيري ايقاعية) بقلم ..مرقص إقلاديوس …….
تعجبني الأسئلة .
الأسئلة تؤدي إلي أجوبة.
و الأجوبة معلومات،
و المعلومات حياة.
و أهم و أغلى ما في الحياة،
هو الحياة.
….
بدأ الإنسان صيادا،
كان يخرج
و إما أن يعود و يأكل.
أو لا يعود و يؤكل.
ثم لاحظ
أن هناك
كائنات طيبة مسالمة.
ليس لديها طبع الصراع.
فإستأنسها،
و صار راعيا.
كان يخرج ليسير حولها.
يحرسها و يحامي عنها.
و كانت تأكل من حشيش الأرض،
من رزق الله.
و كان يأكل من نتاجها،
و يستدفئ بصوفها.
ثم تبين له
أن الشجر
تتساقط منه جزيئات،
إذا ما طالها المطر،
تصير ثمرا.
فراح يزرع ..
و عاندته يوما السماء،
فلم ترسل مطرا .
فقرر أن يبحث عن الماء،
فوجده بحرا و نهرا.
فاستقر بجانب المياه العذبة،
و راح يزرع زرعا.
ثم صار بناءا …
بنى كوخه بالبوص،
ثم بالخشب ،
ثم بالحجر.
و جعله البناء يظن،
أنه مقتدر.
و لأن الحاجة أم الإختراع،
و الإبداع أبوه،
صار مخترعا .
و راح كل يوم يبدع صنعا.
و كانت المأساة..
عندما أدرك
أنه عنده و هناك من لا يملكون.
و أنه يقدر
و هناك من لا يقدرون.
فإستأجرهم
أو قل إستعبدهم.
و زاد غناه ،و زاد فقرهم.
و راح يوسع حقوله،
و يزيد قطعانه.
و أصبح سيدا ثم مستعمرا ،
و صار ظالما.
كان فى البداية ،
يقتل
من أجل الثروة.
ثم تطور،
و راح يقتل
من يخالفونه الفكرة.
و أظنه
في زمننا الحالي،
يقتل للمتعة.
وصل لأعلى درجات سلم المدنية.
اعتلى أعلى مراحل الحضارة.
صار مجنونا.
صار اتفه و ارخص ما في الحياة
بالنسبة له،
هو الحياة.
ملاح بحور الحكمة
مرقص إقلاديوس