إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

مرحبًا أيها العزيز بقلم: “وردة بوعفار”

مرحبًا أيها العزيز
أمّا بعد؛
كلّ شيء في مجرّة هذا القلم الحلزوني
قد تقدّر…فتريليونات نجومك العاشقة
تتحرّش جاذبيتها بفرقدي
والأذرع الثمانية لدرب التبّانة تضمّني
في مرقدي
فيثور الغبارحولنا..وينفجر غاز
المادّة المظلمة فيستفيق الباب
يدقّ شبق العصفور المسجون في قصري
يغازل مجرّتك ترجمه الشّهب
والأقمار..
يرجع دامي القلب منتوف الرّيش
يغرّد باكيا في قفصي
حتّى باحلامهم محوك فنامي!
ألغوك من أشعارهم …وانا الوحيد الباقي
أعرف يا عزيز الرّوح أعرف
وثمّة برق ورعد وفصول بيننا
خيط رفيع وزحام أفكار تتدافع
خلف بابي اللّيلة …وسناك يمرّ عليّ
يخترق صلاتي كالشّيطان يغويني
.والشّعور الرّقيق يسامرني
يهشّ بسيفه جيوش الكوابيس
من عيون رأسي
حادّ كالنّصل صوتك يذبح
الأحزان من قلبي …يقدّمها قرابين
على معبد الأماني الملكوتي
ويح قلبي!
من أعاصيرك المدّمرة أغرقت واحتي
وأنا النّخلة الوحيدة الباقية
على أرض الكبرياء والعنت
أنا المحيط الوردي الذي تأوي إليه
أسماك أشواقك كلّ ليلة
أنا القمح والسّنابل التي تقتات عليها
شعوب القبل الموقوفة خلف قضبان السّكر القرمزي
والقنابل النّائمة على الحدود العجسدية
مذ أمضيت عقد قرانك على الغياب
وحضورك السّائح والبحر والزورق والمرفأ المهجور
وأنت ما أنت؟! أنت الأشعار والكآبة
وأنين الصّفرة في جلد الشّفق الوحيد
وأنا ما أنا؟!!
أنا الحبق والودق والألق
والغرق القائم بينك وبين الورق
أنا العقل الذي يصدّك بعيدا
ويزرع تقاسيم وجهك في حقله ويبكي
وأنا الحديث اللّذيذ الذي يغفو على وسادة المستحيل
فمرحى أيّها العزيز مرحى!!
هي افريقيا كلّها ابتسامتي الوحشية
التّي علّمتك الركض كغزلانها المتشرّدة
فآلت كلّها إلى أحضانك الكهفية
هي أفريقيا بزيوتها وتوابلها وأسودها وفيلتها
أيّها الحاني ومضخم بالعطور
تستحّم كلّ حين في دنان الحروف
الشّرسة الماكرة و الشّقية
سيّدة الذّهب واللّهب هي
قادمة من أقواس قزح هذه الأبجدية
صعبة الحصول غريب ترابها
فاكهة التّنين (دراغون فروت)لا تقطف إلاّ
في النّصف الاخير من الخريف
في المناطق البعيدة الإستوائية
فيا عزيزي !! أنت مذاقها
المذاق الحلو الحامض
الذي جبت لأجله نصف الكرة الورقية
…….الآخذ سوادك وبنفسج سلامك..
لبّي وقشور بصلتي السيسائية
مهلا !!
مدّ نظرك أكثر !
فأنا هناك خلف أشجار الماجوستين
أنتظر
طائرتك المحمّلة بسلال اللّيتشي
والخوخ والفراولة المذابة عبر الخطوط الجوّية
هل نلتقي ؟؟! وتفي بوعدك مرّة
وأنت الوحيد الأقرب
الذي اكتشف بصماتي
على صخور التاسيلي في العصور الحجرية
الفقيه الاوّل ..
الذّي فسّر أحاديثي وهلوساتي العبرية
فاقتبس من صوتي الفكرة الأوّلية عن الانثى
فان التقينا على حافة حلم
مرحبا بك !
هنا في واحتي
يا شجرتي المقدّسة
التّي صنعت معابد الرّهبان ومن أعشابها
العطرية أنا الأرواح الآمنة السّبعة التّي
تغفو في سلام تحت اسقفها
الآيات الكونية…
وردة بوعفار
الجزائر / سكيكدة

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى