إشراقات أدبيةالخواطر

مريم بقلم الشاعر هاني الشوبكي

مريم ….. إهداء إلى كل امرأة عربية
مريم
أجبيني .. أين أنتِ
أعلم أنك هنا …..ولكني لا أراكِ
أعلم أنك لا تريدين هذا
الوطن الجبان …..
الذي أصبح أبرد من الثلج
و أحر من الجمر…..
..وطن أصبحت فيه الدماء
هوية لكل الحماقات
أصبح ساحة للرعاع و الهمجية
……………………………………
مريم .. اني أشم رائحتك ..
ورائحة الشهداء في
جلبابك الأبيض
لا تحزني .. إن أفقدوكِ
عذريتك بوابل من الرصاص
ولا تفزعي .. إن سمعتِ
صوت المدافع تدمر …
.أحلامك البريئة
ولا تدمعي .. إن تركت الكلاب
الذئاب تنهش في جسدك
……………………………………..
أتذكرين .. شفتاكِ التي قبلت
الحجر الأسود يوما
أم تذكرين .. عيناكِ التي رأت
الكعبة بدمع وشغف
أم جبينك .. الذي سجد في
القدس خشوعا منذ زمنا
أم أقدامك .. التي سارت
في أرض الشام مرتحلة
ويديك التي .. ارتوت
بماء النيل شبعا
أم جسدك الطاهر ..
الذي نام في ظل بغداد نعسا
أم شعرك الغجري الذي
رفرف في بيروت منتصرا
أم احلامك التي
تحطمت في ليبيا واليمن منكسرا
مريم .. أجبيني .. أين أنتِ
مريم .. عيناكِ وطن
عيناكِ وطن … دمع وألم
حزن وشجن
عيناكِ .. الأموات فيها .. أحياء
عيناكِ .. كالصحراء واسعة .. شاردة
والسحر فيها .. دليل الأشقياء
عيناكِ .. كالأوراق مثمرة ..
رموشها .. دفء .. لبرد الشتاء
عيناكِ .. ممطرة .. تمطر عدلا
وقدر . بيقين من السماء
عيناكِ .. كالشمس مشرقة
محرقة .. لكل همجي
للوطن .. أساء
عيناكِ .. كالنجوم
مرشدة للطرقات
ترسم خارطة للأزمان ..
كيفما تشاء
عيناكِ كل شئ .. وأي شئ
عيناكِ ………….. وطن
أرى في عينيكِ .. عروس الشام
دمشق الحزينة .. دنسوها الغرباء
أرى في عينيكِ … جميلة الجميلات
بغداد الجريحة .. المرأة الهيفاء
أرى في عينكِ .. ألم العذراء
بيروت الرشيقة .. الحسناء
وليبيا الأصيلة الخنساء
أرى في عينيكِ .. الأسيرة
القدس .. سيدة النساء
أرى فيها .. كل الوطن..
أرى في عينيكِ.. أطماع الرجال
وغزو الاحتلال .. ومأوى السجناء
أرى في عينكِ .. جنة المتقين ..
ونعيم المؤمنين .. وعطر دم الشهداء
أرى في عينيكِ .. أنين الأطفال …
القتلى والجرحى .. وظلم الأبرياء
أرى في عينيكِ .. خجل وحياء ..
نساء العرب .. الطاهرات .. العفيفات
السمراء منها والشقراء ..سيدتي ..
عيناكِ …يملأها الدمع والحزن
والألم والشجن ..عيناكِ … وطن
#هاني الشوبكي

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى