مصافحة:على حفاة الجمر للروائي أحمد حمادي بقلم الاستاذة زكية علال
مصافحة
أحمد حمادي
سنوات قليلة منذ دخوله عالم الكتابة لكنه أثرى المكتبة العربية بخمسة أعمال منها ثلاث روايات: أرواح تبكي ، مرام وحفاة على الجمر ..
أحمد حمادي لم يدخل عالم الرواية برجل واحدة وينتظر سنوات ليتبعها بالأخرى ، بل دخل بخطوات سريعة جعلت منه رقما بارزا في المشهد الأدبي الجزائري خاصة وأنه فتح ورشات عديدة وقدم للمبدعين الشباب أبجديات وتقنيات مهمة في كتابة الرواية .
اليوم أصافح أحمد حمادي وأقدم روايته ” حفاة على الجمر ” .. رواية تؤرخ للمكان وتنطلق من قريته ” ريش ليو” وهي قرية في الشرق الجزائري ، يقول البعض أن معناها المكان الغني ، والبعض يقول أنها أخذت اسم معمر فرنسي استوطن هناك . لكن كيفما كان الأمر فإن اسمها تغير بعد الاستقلال وأصبحت تحمل اسم أحد شهداء المنطقة “أحمد راشدي” ولكن الناس ظلوا مصرين على الاسم الأول .. ليطرح مسألة الهوية التي نرسمها بأنفسنا .
موضوع الرواية مختلف تماما عن الروايات التي قرأتها ، فبطلها عبد الرحمن وأخواته الخمسة ، والجميع يعاني من ذمامة الخلقة وحظ قليل جدا من الجمال .. عبد الرحمن الذي يحلم أن يتزوج من فتاة جميلة وينجب أطفالا يرثون جمال أمهم فهو لا يريد أن يتزوج امرأة قبيحة حتى لا يمنح العالم مزيدا من المسوخ .. أخواته أيضا يعشن حياة معقدة وسط مجتمع يعطي قيمة كبيرة للجمال … تقول حسيبة أخته التي ماتت وتركت مذكراتها: لست سعيدة لأني أعيش بوجه مخيف ، لأن الحياة تغفر الذنب لكنها لا تغفر القبح .
أصافح الكاتب أحمد حمادي وادعوكم لقراءة رواية “حفاة على الجمر “التي تطرح فلسفة الجمال والقبح التي قد تتحكم في سيرورة حياة الإنسان .. “ضمانات المرأة في الحياة جسدية بحتة ، تولد الأنثى وبعد ستة أشهر يُفهم مستقبلها ، فقط من خلال تقاطيع جسمها .” تقول حسيبة وهي تنظر في ملامح طفلة حديثة الولادة .