مصافحة (فاطمة قيدوش ) بقلم الروائية زكية علال
مصافحة
فاطمة قيدوش
هي حاضرة في المشهد الثقافي بقوة حرفها وعمق تجربتها ووعي قلمها الذي ينطق حين تكتبه وكأنك تسمع له صوتا لا تملك إلا أن تلتفت إليه وإلى صداه الذي يتردد في كل الأرجاء .
فاطمة قيدوش هادئة جدا ومسالمة لكن بحر صمتها يقلب لك ظهر المِجِنّ إذا تعلق الأمر بالحبيب الذي لا تراه في غير الوطن .. تبدو على سلام إذا كان الأمر يخصها ، لكن تظهر لها مخالب وأنياب إذا أحسّت بأن هناك من يتاجر بهوية الوطن وبثقافته .
فاطمة قيدوش ظهرت في تسعينيات القرن الماضي ، كتبت القصة والرواية وتحضّر لمشروع ضخم يجمع شمل كتاب ولاية ميلة بطريقة تختلف عن الانطولوجيا التقليدية ، ومع ذلك هي لم تصدر إلا مجموعة قصصية واحدة ، لم تسكت بعدها عن الكلام المباح لكنها سكتت عن الطبع .
في هذه المصافحة أدعوكم لقراءة مجموعتها القصصية ” ويلفظني البحر’ التي كتب مقدمتها الدكتور والكاتب عبد الحميد عمران الذي قال عنها: “فاطمة قيدوش من الزمن الجميل للكتابة زمن التسعينيات ، الزمن الذي ولد كمّا من المبدعين الرائعين الذي نحتوا من المأساة أدبا إنسانياً صداميا “.
فاطمة قيدوش حين تكتب تحس أنها تطلّ من خضرة احمد راشدي .. فاطمة قيدوش التي لفظها البحر ليبقى السؤال مرسوما بشكل واضح : هل لا يزال النبض على قيد الحياة لأن البحر لا يلفظ إلا الاموات ؟ أم هو الموت الذي يحيلنا على حياة استثنائية ..؟
فاطمة .. قلبي يصافح قلبك هذا المساء فأنا وأنت من مدرسة واحدة تعلمنا منها أنّ بين الألم والأمل مسافة عمر ، وحين تعتصرنا الآلام نولد من جديد أو نموت إلى الأبد .