الرواية
مقطع من رواية”ظل الشوك” بقلم: “الأمين السعيدي”
مقطع من رواية”ظل الشوك”للروائي التونسي:الأمين السعيدي
أنتظر بشير أكثر من تسع عشرة سنة ليشعر اليوم بسعادة لا تعادلها أي بهجة في الكون،فقد نجحت زبيدة ونالت شهادة ختم التعليم الثانوي بمعدل يخول لها الالتحاق بأي جامعة في الكون تختارها وهي التي اختارت الفلسفة.ارادت اليوم أن تكمل دراستها في مهد ذلك الفكر،العالم العربي وبما انها تعشق فلسفة القوة،وترى أن الاهتمام بالمشاعر والذات والجسد والجوهر في الانسان، فقد اختارت احدي
الجامعات الالمانية ومكنتها ثروة ابيها من ذلك.
إنتشر الخبر في المدن والقرى،زبيدة تختار الفلسفة وهي امراة ضعيفة التفكير،وهذا اعتقد ساد في الشرق…!
سافرت في اول ايام شهر رمضان الى ألمانيا وقد خلفت لوعة كبيرة وسط عائلتها واصدقائها الذين ماتعودوا من قبل على فراقها،وفي أول لقائها بمدرسيها كان الحوار بينهم حول التغيرات في المناهج والفكر والطبائع والنظرة العامة الى الكون.
كانت جميع الاسئلة موجهة الى زبيدة حتى تعلمهم حجم التغيرات في المنطقة العربية ووطنها،قالت ساخرة:اصبح العمدة اكثر ثراء والجاهل صاحب مال ونفوذ والغبي حاكما،اما العقلاء فقد غادر جلهم تلك الاوطان وهي الآن تزدحم بالاغبياء واللصوص،وكل الحكومات التي مرت لم تسجن غير سارق البيض والدجاج…!
ص:159-160
طبعة:دار القلم