القصة
” ملاك الموت في بيتي ” بقلم: “إدريس جوهري”
قصة : ” ملاك الموت في بيتي “
شتاء طويل جدًا ينذر بهجرة الطيور …!!
هنا كان رجل عادي ، لم يكن الخوف ولا الرذيلة من رفقائه ،
كان يعمل نهارًا ، وينام ليلًا ويتجول في عطلات نهاية
الأسبوع لم تكن ثمرة عمله استثنائية ، بل كانت كافية ،
ولم تكن محادثته مملة ، بل كانت ممتعة ، كان طويلاً ،
داكن اللون ، كان وجهه عادياً كان متزوجا وكان يحب
زوجته بشدة كان قد التقى بها عندما كانا صغيرين وقام
بمئة مغامرة ، حتى تزوجها أخيرًا بصفة واقعية …!!
أسبوعهم في العمل ، ثم وجدوا أصدقاءهم في الحانات
واحترقوا بألف حريق كانوا يحتفلون كثيرًا أيام الجمعة ،
وأحيانًا أيام السبت وهكذا ، من خلال الأصدقاء المشتركين ،
تعرفوا على بعضهم البعض لقد أحبوا بعضهم البعض على
الفور ، لكنهم أعطوا بعضهم البعض متعة إطالة الوقت للعبة
الإغواء قبل تقديم أنفسهم لبعضهم البعض ، مثل الأطفال
مر الوقت ، ونجحت الإثارة في اكتشافهما المتبادل بسعادة
صلبة وراسخة ؛ من تلك التي يمكننا أن نرتاح عليها في قلب
هذه السعادة كان هناك رابط وحميمية لا ينضب ، كل منهما
كان يروّض الحماس الهمجي للآخر ، وهكذا فوجئ رجلنا
بالشعور الجديد الذي اكتسبه بعد فترة , شعور لم يكن يعرفه ،
ووجد صعوبة في وضع الكلمات فيه ، شعور بالكرب أحيانًا ،
وأوقات أخرى من الرتابة ، الغضب ، والضجر ، الإهمال
المحاصر و اللامبالاة وغالبًا ما تبين ذلك من الشك لقد
تغير شيء ما .. فيها ، بينهما ، ربما فيه أيضًا .. بعد كل شيء
أصبحت النظرة السعيدة التي ألقتها عليه ذات يوم أكثر ندرة ؛
أو بالأحرى كان يفاجئها أحيانًا ، ولكن في الغموض ، والبرودة
والفراغ .. تغلق أبواب الروح مصاريعها ويموت هناك عندما
تلتقي أعينهما ، أصبح الضحك الهستيري ابتسامات رقيقة
وحلّت الأمسيات المملة الهادئة ، روتينات متتالية باهتة
محل الليالي الحارقة المضطرمة النابضة بالحياة ، من بين
كل هذه التغييرات ، لم يستطع العثور على نقطة الانعطاف
أو طريقة السيطرة عليها ، هل كانت هناك نقطة انعطاف
واحدة فقط ، أم أنها كانت تحولًا بطيئًا وتدريجيًا ..؟؟
هل أراد العودة إلى بدايتها ..؟؟ ربما لم يتغير حبه ،
لكن حب زوجته كان يهمه ، بدأ يشك .. هل ما زالت تحبه ..؟؟
أم ذاك زمان ولى وانقضى ، بمجرد أن أخذ هذا الشك يؤرق
مضجعه ، وصار يرقد في سريره ، كان من المستحيل عليه
التخلص منه ، بدأ يرى العلامات التي كانت واضحة له ،
هناك ، ابتسامة مشبوهة ، هنا نظرة جامدة ؛ بدا له أنها
لم تفكر به عندما تحدثت إليه ، بدورها كانت دائما في
حديثهم غريبة للغاية ، ثم بعيدًا جدًا كانت الأدلة المادية
مفقودة ، لكن كل شيء يشير إلى انفصالها ، ولا شك في
وجود شخص آخر ، دون أن يدرك ذلك ، انزلق في زي
المحقق ، ذات يوم كان يستمع عند الأبواب فاجأها
وهي تحدث صديقتها : “أحب رقته ، شجاعته ،
قوته ، وابداعه في الجنس ، وثقته بي ، وفينا” ..!!
في اليوم التالي فتح مذكراتها لفترة وجيزة ووجد
ذكرًا لرجل .. “يقبلها بحرارة الدنيا كلها أمام عينيها
ويحملها مرة أخرى في زوايا البيت الريفي يمارسان
وضعيات جديده .. ومختلفة .. للكاماسوترا” …!!
طبعا بدا مستحيلًا بالنسبة له أن يكون هو من كانت
تتحدث عنه بهذه المصطلحات الجريئة الجنونية ، أخيرًا ،
قرر أن يتبعها ، في أحد الأيام التي خرجت فيها إلى المدينة
كانت حالمة منتعشة تغمرها السعادة إنه غير معقول كيف
تحرمه بهذه اللحظات الجميلة ، توقفت أولاً في المقهى
ثم غادرت ، وذهبت لتشتم الزهور على بائع الورود في
الشارع ، مغطية وجهها بنظارة شمسية سوداء ووشاح
لازوردي ، وجدها جميلة ، غير معروفة تجولت حول
الحديقة مرة أخرى ، ثم عادت إلى مبنى شقتهم ، لقد كان
واثقًا الآن ، لقد شعر بذلك : كان خصمه جارًا ، وربما حتى
صديقًا ، أو قريبًا ، زادت تكهُّناته مع اقترابهم كان قلبه ينبض
عندما دخلت فناء المبنى ، وفتحت باب سلمهم ، وصعدت
الدرج قريب جدا ، أمام أنفه ، هل كان ذلك ممكنا …؟؟
واصلت الصعود إلى الطابق العلوي ، ووصلت إلى طابقهم ،
وفتحت بابهم ، وهو في انقطاع النفس ، انتظر بضع لحظات ،
وانزلق بدوره إلى المدخل ، أصيب بالرعب عندما اكتشف
معطفًا آخر بدلاً من معطفه ، بدلاً من حذاءه حذاء آخر ،
انهار على كرسي بذراعين ، وصُعِق ، ولم يكن لديه قلب
لملاحقتها إلى غرفتهم حيث سمع أصواتًا ، مرت دقيقه
أو ساعات ، لم يستطع تحديد مدتها ؛ لم يخرج من سباته
حتى سمع صوتًا يخاطبه : “ما هذا هناك يا سيدي …؟؟ “
ثم حدق في الرجل الذي أمامه ، مندهشًا ، والآخر مندهشًا
بعض الشيء : “آآآآآه لذلك كان أصغر سناً وأكثر لياقة وأكثر
جاذبية وثقة ، لذلك كان هو قبل عام دخل سعادتها الجديدة ،
كان هو ، أصغر منه ، هو الصورة التي كانت لدى زوجته عنه ،
وهي التي جعلت من ذاك الرجل السابق .. الديوث .. المغفل ..
@ بقلمي/ إدريس جوهري . ” روان بفرنسا “
21/11/21 Jouhari-Driss
Zedge/Joker & “You are nothing but a hand
in the lifetime of things that many hands will
alternate in.. Everything changes the hand of its
owner, and sometimes he replaces it with the hand
of his enemy. Your woman, your job, your home,
your possessions, everything that belongs to you
will be transferred to someone else, whether you
like it or not.. the important thing is that you
don’t know that. So you have to practice early
to accept betrayal”. Ahlam Mosteghanemi
“أنت لست سوى يد في عمر أشياء ستتناوب عليها أيد كثيرة..
كل شيء يغير يد صاحبه, وأحياناً يستبدلها بيد عدوه.
امرأتك, وظيفتك, بيتك, مقتنياتك, كل شيء لك سينتقل
إلى غيرك شئت أم أبيت.. المهم ألا تدري بذلك. ولذا عليك
باكراً أن تتمرن على تقبل الخيانة”. – أحلام مستغانمي