من ديوان بحار الشوق اليوم جاءت إليّ// للشاعر محمد السيد يقطين
من ديوان بحار الشوق
اليوم جاءت إليّ
اليوم قد جاء، وجاءت لي هي..
من كان ظني ذات يوم أني حبيبها،
تلك التي أحببتها،
ورسمت فيها حكايتي،
ونسيت قلبي بين ضلوعها،
من أجل عينيها تركت دنياي كلها،
ورحلت أسبح في سناها وحسنها،
إني عشقت عينيها وثغرها
قالت:
حبيبي أحبك.
صدّقتها،
ومن لي في حياتي كلها غيرها؟!
قالت ومضت وغابت عني بهجرها
فتشت عنها فلم أجدها،
ومشيت بغير عينيها تائها،
وسمعت أخبارا أنها..
خانت عهدي وحبها
واليوم هم جاءوا إليَّ بها؛
يطلبون مني طبًّا لأجلها..
بعدما حار الأطباء فيها وشأنها،
وتمكن الداء المستديم منها
قد أتت اليوم إليَّ روحا..
ترجو شيئا مستحيلا،
وهجرت الأمس قهرا،
وقتلت الحب قتلا،
وزرعت الشوك أرضا،
وركبت شراع الحب زيفا؛
فتجرعت المرارة كأسا،
وشكت الدهر ظلما،
وأتت اليوم لي كرها..
بعد آهات وجرح عظيم،
بعد نسيان تجلى وقهر للسنين
أيامنا تمضي بنا، تسحقنا ليالينا،
ولسنا نحيا كما تحلو لنا أمانينا
اليوم قد أتاك يا قلبي حبيبٌ..
تهواه ولست تنساه،
قد عاد من هجرك..
عيناه تدمع ألما عظيما
الآن هي تهمس لي همسا،
تقول إني حبيبها،
وكنت كذلك أمسا
إنها الآن تطلب مني صفحا
ماذا أقول وهي الآن أمامي..
قد هدها الإعياء هدًّا؟!
وهي الآن بين يدي أحملها..
وكأنما أحمل ما فات من عمري ألما؟!
إني أحبها،
ولن تفارقني بعد اليوم أبدا
****
ودعيني الآن أداوي لك جرحا؛
فلتنهضي اليوم،
وتتركي ما كان أمسا
ومن الآن أنت معي،
لا لن أتركك للداء سهلا؛
أنت حبيبتي وفداك يومي وأمسي
ما بك حبيبتي لا تنطقين
أألآن كما الأمس تتركين حبيبا؟!
يا حب عمرٍ كله إلى أين السبيلُ؟!
فلترحلي يا عشق أمس..
ولقاء قريب لنا.
بقلمي محمد السيد السعيد يقطين . مصر