من ديوان معتقل بلاقيود للشاعرة تغريد طالب الاشبال
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……………
٦٣ ـ (إتقوا الله)من ديوان(معتقل بلا ٣يود) ج٢… (قصة واقعية تحكي عن ارتداء المخادعين ثوب التقاة ليداروا خداعهم.. قمت بترجمتها إلى قصيدة شعرية لِما فيها من عِبَر يستعذبها المتلقي )
………
قالتْ لهُ زوجتُهُ التقيةُ النقيةْ
باكيةٌ أسيةْ
تَنظرُ لِي تِلكَ عصافيرُ الدارْ برِيبَةٍ باستهتارْ
مِن فوقِ عالي الأشجارْ
وإنَّني خجولةٌ نقيةٌ تقيةْ
فَقامَ مِن ساعَتِها وَاقتلعَ الأزهارَ من جذورِها
ثمَّ أتى’ مُقتلِعاً لِشامخاتِ الأشجارْ
مِن حينِها قَد غادرَتْ بلابلٌ وأطيارْ
ويوماً جاءَ بيتَهُ بِغَفلَةٍ
أذهلَهُ ما قَد رأى’
فَقَد رأى زوجتَهُ في حُضنِها ذاكَ العَشيق المغوارْ
فَاحتَدَمَتْ في ذِهنِهِ مَناظِرٌ وأفكارْ
فَفَرَّ مِن مَنزِلِهِ كَهائِمٍ
مُقَرِّراً للتِرحالْ ، تَنَقُلاً وَأسفارْ
بَرَّاً وجوَّاً عابِراً ،كُلّ البراري عابِراً للبحارْ
حتى’ أتى’ مدينةً أُناسُها إنشَغَلوا
بالبحثِ والإستفسارْ
عَن مُجرمٍ مُحترفٍ وسارقٍ للكُحلِ تحتَ الأنظارْ
قالَ لَهُمْ :ما بالَكُمْ؟
قالوا لهُ :كنزُ المَلِكْ مَسروقُ منهُ خِلسَةً
في وضحٍ بالنهارْ
أشارَ أنَّ المُختَلِسْ شخصٌ تقيٌ وَرِعٌ
مِن ثُلَّةٍ هُمْ أبرارْ
رَأيتَهُ يَمشي على’ أطرافِهِ
سَألتَهُ: مُعَوَّقٌ؟
قالَ :أخافُ أرجُلِي أنْ تُؤلِمَ التُرابَ تُؤذي الأحجارْ
راحوا لهُ فَحَقَّقوا ودَقَّقوا
قالَ التَقيُّ :إنَّني مُعترِفاً
بِأنَّني قَد ارتَكبتُ للعارْ
إلتَفَتوا لَضَيفِهمْ قالوا لهُ:
كيفَ عرفتَ إنَّهُ مَتَّهَمٌ وسارقٌ وغَدّارْ؟
قَصَّ عَليهمْ ما رَأى’
مِن زوجِهِ التقيّةْ،قِصَّتها والأطيارْ وذاكَ العِشقُ الجبارْ
وقالَ: إنِّي ناصِحٌ
لا تَأمنوا لِكُلِّ مَن تَرَونَهُ بِرَّاً تَقِيّاً حامِلاً
لِمَكرَماتِ الأخيارْ
فكُلّهُمْ دوناً وعاشوا فُجّارْ
:لا يا أخي،ما هكذا يَستَخدِمُونَ المِعيارْ
إنْ خانَتْ الزوجَةُ
لا يَعني بِأنَّ أمَّكمْ وأختَكمْ وابنتَكمْ يَعِشنَ هُنْ باستهتارْ
إنْ سَرقَ اللِّصُ فلا يَعني بأنَّ أهلَكمْ وجارَكمْ
وكلَّ مَن يخصَّكمْ هُمْ ثُلَّةٌ مِن أشرارْ
التُقاةُ يا صاحِبنا هُمْ عَمَدٌ لِلأديانْ
بِدونِهمْ أديانُنا سَتَنهارْ
وَيَنخَذِلْ مُحَمدٌ نبيُّنا الصادِقُ ذاكَ المُختارْ
يا أخي ما تَظُنَّهُ سوءاً وسوءُ الظنِّ حَتمَاً في النارْ
فالخائنونَ واللِّصوصُ ثُلَّةٌ
يُبَرقِعوا شُخوصَهمْ بالدِينِ بَلْ بِالأخيارْ
فالعيبُ ليسَ بالَّذينَ آمنوا
وإنَّما بالفاسدينَ والَّذينَ زَوَّروا وجوههَمْ
وإرتَدَوا أقنِعَةً،وإرتَدَوا ثيابَ ناسٍ أطهارْ
******