من فيض القصص بقلم القاص: هارون قراوة
وقفة… «….إحباط. »
كم منزل في الليل أزوره : أبعثر محتوياته… أقلب الأشياء فيه… أقرأ فيها بعض ملامحي…. لكن هناك
على ضفاف الروح يربض بحياء في عمق الذاكرة البعيدة : منزل أغلقت الأقدار بابه المشروخ ونوافذه
المهترئة…. هناك أجدني أقف بإجلال… أقف طويلا
أنادي :« يا ساكن الحنين… يا رابضا على تلة الشوق
الدفين… يا من علمني كيف أتحسس مواطن الراحة
عندما تتقارب خطواتي عياء…..علمني كيف أشرب من سنامي عندما تشتد الهاجرة، وأمتص أناملي لأشنق الآهات في في صدري……
أجبني يا ملاكا…. علمني كيف اعتصر السراب خمرا
واستنبت الصخر زنبقات صغيرة… علمني كيف اركب
الريح والتحف الضباب وأختزل البحر في راحتي :
ها قد عدت بعد أن هدني الحل والترحال ، وتقاذفتني المحطات الباردة…….. عدت بعد ان نمت
الطحالب والاشواك على ظهري ، وتجمد العرق المر
فوق أهدابي ، وشقق الملح والجفاف إهاب روحي….
أجيبيني : فانا ما الغيت خيالك من دائرة اهتمامي ، ولازهدت يوما في التوشح بالظلام…. لا….. ولا اقلعت عن حب القطيفة والرخام….. أجيبيني فكل جنوني كان خطيئة الاقدار………»
قلت هذا قبل ان يترآى لي طيف يسند ظهره للايام
كانت ملامحه باهتة ، متعبة ….وهو يقول بصوت بدا
مبحوحا : « ارحل…. فأنت لم تعد أنت……… وأنا ما عدت هنا…. ارحل فقط »
بعد تردد ثقيل…. رحلت…… نعم رحلت وأنا امتطي صهوة جرح ، وأجر عيبة وجع.
………………………………… هارون قراوة………
……………… ………….. للإثراء…………………… .