من نوادر جمال اللغة العربية بقلم //محمود عبدالخالق عطية من مصر
حكي عن الفراء النحوي أنه قال = من برع في علم واحد سهل عليه كل علم فقال له محمد بن الحسن القاضي وكان حاضرا في مجلسه وهو ابن خالة الفراء = فأنت قد برعت في علمك فخذ مسألة أسألك عنها من غير علمك .ماتقول فيمن سهى في صلاته ثم سجد لسهوه فسهى في سجوده أيضا ؟ قال الفراء = لاشئ عليه قال وكيف ؟ قال لأن التصغير عندنا نحن النحاة لايصغر فكذلك السهو في سجود السهو لايسجد له لأنه بمنزلة تصفير التصغير .فالسجود للسهو هو جبر للصلاة والجبر لايجبر كما أن التصغير لايصغر .فقال القاضي = ماحسبت أن النساء يلدن مثلك….من الدقة في اللغة العربية ولن تراها في أي لغة أخرى من جميع لغات العالم الى قيام الساعة .لنعلم لماذا احتار الله تعالى اللغة العربية لغة لقرأنه ..وفيها رد على مدعي التنوير والحداثيين الذين لايفقهون أساليب العربية ولانحوها ولا بلاغتها لذا فهم يذهبون بالمعاني مذاهب بعيدة كل البعد عن مدلولات ألفاظها ثم يعيبون بعد على السنة بزعم مناقضتها لصريح القرأن .وهم والله في الجهل أجهل من الدواب .يروى أن الكسائي النحوي الشهير وأبا يوسف تلميذ أبي حنيفة الفقيه الكبير اجتمعا في مجلس الرشيد فأراد الكسائي أن يببين لأبي يوسف أهمية النحو وفضله فقال له = ماتقول في رجل قال لرجل أنا قاتل غلامك برفع قاتل بالضم وجر غلامك بالاضافة وقال الآخر – أنا قاتلن غلامك بتنوين قاتل ونصب غلامك أيهما كنت تأخذه للقصاص ؟ قال أبو يوسف آخذهما جميعا .قال الرشيد وكان له بصر بالعربية = أخطأت .فاستحيا أبو يوسف قال الرشيد = الذي يؤخذ بقتل الغلام هو الذي قال أنا قاتل غلامك بالاضافة لأنه فعل ماض أي أنه قتل بالفعل أما الذي قال أنا قاتلن غلامك بالتنوين والنصب فلا يؤخذ به لأنه مستقبل ولم يقتل بعد فالمعنى أنا سأقتل غلامك……..واليكم القاعدة – اسم الفاعل له أربع حالات: الأولى – أن يكون مضافا: وفي هذه الحالة يعامل معاملة الفعل الماضي .الثانية – أن يكون منونا وفي هذه الحالة يعامل معاملة المضارع أو المستقبل .. الثالثة – أن يكون مضافا والنية فيه التنوين وفي في هذه الحالة يعامل معاملة الحال أو الاستقبال وهو ما يسميه النحاة التخفيف .. الرابعة -التجريد من الحدث أوتغليب جانب الاسم على جانب الحدث