مُدنِ الأصنام بقلم الرائع «أشرف شبانه»
.
في مُدنِ الأصنام ..
ليس من السهلِ ؛
أن تكونَ إنساناً
عليكَ أن تستلَ سيفَكَ
بجوفِ الليلِ المطير
و تمتطيَ جوادَك العاري ،
لتحميَ القمرَ ..
الساكنَ أمسياتِك ،
و الذي لم يستطعْ اللصُ ..
الذي سرقَ عمرَك ؛
أن يسرقَه ، ثم تطير
تقتسمُ مع العصافيرِ الرغيف
و تعودُ حاملاً السماء ؛
لتلتحف بها في المساء
كمُشرّدٍ من فيضِ الرضا
تغمرُهُ السعادة ؛
بالنومِ على الرصيف
عليك أن تطلبَ ..
من الصيادِ الفقير ..
ثقيلِ السمْع ؛
أن يُغنيَ للأسماك ..
حتى تصيرَ مُلونة
و تُغنيَ معه لأرواحِ الموتى
لتأتيَ من هناك
ترفرفُ علىٰ المكان
و تكونَ إلفاً للوليف
تَتَشاطرَ روحَكَ معه
و تتركَ قلبَكَ يتْبعُه
و بحنانِ امرأةٍ لم تُنجب ؛
تتلطفُ بالدمى ..
حتىٰ تستطيعَ الحراك
تسيرُ نحوَ النور ليتبعَكَ ظلُّك
و تملأُ بالنسيمِ جيّبَك ؛
لتبتسمَ في الهجير
عليك أن تتعلمَ ؛
كيف تُعيّنُ الحدَّ ..
بين ماءين امتزجا ،
و تَحلَّ الخلافَ ..
بين الجمرِ و النار ،
و ترحبَ بالثلوجِ ..
المتساقطةِ عليك ..
لأنها لك ؛
و تذوبَ معها حين تذوب
و تحبَّ الترابَ لأنك منه ..
و إليه تؤوب
أيا ابن التراب ؛
ستذروك الرياحُ يوما ،
لا تدري إلى أين تسير
فلا تكنْ كزورقٍ أبحرَ ..
بضبابِ الفجر ؛
لم يرْهُ أحد