مِنْ خَارجِ النَّصّ/بقلم المبدع فرج الحسين
(مِنْ خَارجِ النَّصّ)
مِنْ فِكْرةِ الخيمةِ الحَدباءِ يَكْتُبُنا
سِفْرُ الشَّتاتِ على تَغْرِيبةِ الَقصِّ:
وَجْهٌ يُضيءُ المَرَايَا اسمَرَّ في وَطَنٍ
على التَّجَاعيدِ رُغمَ الحَربِ مُسْتَعْصِي
سُمْرٌ خُلِقْنَا ومِلْحُ اللهِ زَيَّنَنَا
ما البَحْرُ لَوْلا وجودُ المِلحِ في الغَوْصِ؟
تَكَاثَرَتْ كُرَياتُ العِشْقِ في دَمِنا
فَازدَادَ سُكّرُها شَهْدَاً لَدَى الفَحْصِ
تَبَرْعَمَ الآسُ والرَّيْحانُ في يَدِنا
يا نَحلةَ الحُبِّ حُطّي الآنَ وامتصّي
الطَّلْقَةُ البِكْرُ مِنَّا تَنْتَقِي وَلَدَاً
قَنَّاصَهَا في الجِبَاهِ السُّمْرِ يَسْتَقْصِي
سَابقتُها مُسْرِعَاً عَلّي أُقبِّلُهُ
فَوقَ الجبينِ صَبَاحَاً لَحْظَةَ القَنْصِ
كُلُّ النّواطيرِ بَاعُوا كَيْلَ بَيْدَرِنا
حتّى استَحَتْ مِنْ يَديهِمْ عِفَّةُ اللّصِّ
يا شَمْسُ سُنْبُلَةُ الأحْلامِ ذَاويةٌ
ماتَتْ فَرِيكاً وَبِيعَ القَمْحُ بالرّخُصِ
شِعّي عَلينا كَوجهِ الأمّهاتِ هُنا
وقمِّرينا بِنارِ الحُبِّ واسْتَوصِي
الماءُ ضَحْلٌ ونَحنُ القابِعونَ بهِ
جَوْعَى لِيصْطَادَنا طُعْمٌ على الشِّصِّ
والجاهليّونَ مَاتوا، خَلَّفوا وَلَدَاً
بِهِ ابتُلينا فَلا فَحَلٌ وَلَا مَخْصِي
متْنَا لِتَحْيا حَضاراتٌ وفَلْسَفَةٌ
تُدْنِي اللّقيطَ وخيّالَ الرَّدَى تُقْصِي؟
بَنَتْ لَنَا مُدُنَاً أُخْرَى لنَسْكُنَها
كَكِذْبَةٍ شَمْسُها مَحْجُوبَةُ القُرْصِ
شَدَّتْ على قِطعةٍ سَوْدَاءَ سَارِيةً
لَها وُلاةٌ أتَوا مِنْ خَارِجِ النّصِّ
يُطَأطِئُ السّيفُ فيهمْ طَوْعَ مِبْرَدِنا
حتّى إذا سُنَّ خَاوى كَفَّ مُقْتَصِّ
نُقابِلُ المَوْتَ مَذْبوحينَ أدْمُعُنا
كطائرٍ قَابَلَ الآلامَ بالرِّقص
لم نَنْشَغِلْ بِبناءِ الأرضِ، (شَغْلَتُنَا)
طَليُ القبورِ على الأمواتِ بالجَصّ
مُفخَّخَاتٌ وعُبْواتٌ وأحَزِمَةٌ
ولاجِئٌ (مِسْتَحِي) منْ اِسْمِهِ الشّخْصِي
(حَواجِزٌ) وانتِحاريُّونَ تُرْعِبُهم
منْ شَاعرٍ فِكْرةٌ قَالوا لَها (هُصِّ)
نَعَمْ خَسِرْنا بُدُورَاً في تَنَاقُصِنَا
فَالبدرُ يُهْدِي هِلَالَ العيدِ بالنّقصِ
زَوَّجْتُ بِالضّوءِ أحْلامَاً مُؤَجِّلَةً
تَنَاسَلَتْ أَنْجُمَاً فَاضَتْ بِمَنْ يُحْصِي
تَعَالَ نَرْفَعُ بُنْياناً نَصفُّ بهِ
نَجْمَاً فَنَجْمَاً كَعِقْدٍ زَانَ بالرِّصِّ