نبدا من القلب بقلم: عواطف عليلة
نبذة من القلب.
في كوكبة عريقة لعالم ثري بمختلف لذاته التي تنبثق من الوجود نفسه, وجود الكون والطبيعة والبشر حتى ترتوي ذات الانسان جمال الحياة والتنعم بما أهداه له الله من بريق نورها حين تتوهج سماء التمني أحلاما وتنثر الشمس من لهيبها آمالا, فقط يشعر الفرد أنه خُلق فاعلا يستمتع ليُمتع ،يستفيد ليُفيد ،يأخذ ليعطي ،يَسعد ليُسعد….يعتقد البعض ان الحياة هي الحب والمال والزواج ولا تكتمل السعادة الا بوجدهم ، أما البعض الآخر يرى ان لا وجوب للحب والمال والزواج طالما الذات ليست مجبرة عليهم ….الحب ضرورة ام مُستغنى عنه ؟
المال وسيلة أم هدفا أصبح تتهافت عليه النفس ؟ هل الزواج رابطا عقلانيا أم واجبا شرعيا ؟ فكل العقول الراقية انساقت الى مفاهيم غيرت الأفكار التقليدية وأصبحت تتحدث باسم الواقع، فكلما حلم الانسان ابتعد عن واقعه رغم مرارته أحيانا فالحلم مذاقه جميل ، والواقع تتبخر فيه كل ذرة حلاوة ولو امتزجت بالأمل ….أيُّ حضن يتوق اليه من عشق الحياة ؟ حضن الوطن عندما اشتاق الى ترابه أم سنين الغربة التي دفع ثمنها فراق الأحباب وأرض الأجداد ؟ أهو حضن الأم أينما كان تكون بقلبه وفي دمه شرايين الوجد تنبع فيضا من حنانها وتوقا الى خبزها ؟ أم حضن الخليل في دروب الليالي تحت ضوء القمر يشدو كلمات العشق في ترانيم السمر ؟ لربما حضن العيش الكريم بما فيه من ضروريات جعلته يشعر بالرضاء ،فلا تلهمه الكماليات لأنها ستفقده سعادته ….كيف أن يصنع الانسان توازنا بين الأحاسيس العقلانية والمشاعر العاطفية تجاه عاصفة من عواصف الحياة ؟ كيف عليه أن يكون الانسان الجيد في الزمن الصحيح مع أشخاص يقدرون صدقه ووفاءه ؟ كيف لقلوب تاهت وسط زحام الأنانية حتى بعثرتها الأيام ؟ فكل فرد بداخله طفل يعيش معه حلم بأن يكبر وماان أدرك نفسه أنه على سلم العمر في العدّ التنازلي، شعر بالاحباط تلقائيا ويتمنى ان يسرق من الزمن عمرا جديدا ويعود طفلا ، هل العودة الى الطفولة معناها عودة الروح من جديد ؟أم الرغبة في محو الماضي او بعض تفاصيله هي محور هاجسه ..؟..
لئن اعتقد كل انسان أنه رمز ومقياس ومثال، فانه قد يفقد جزءا من علاقاته لانهم يرونه آنذاك شخصا مغرورا ، هل أصبحت الثقة غرورا ؟ أم تَغلّب حب الذات عن حب الخير ؟ سيعود كل انسان ترتيب أفكاره من جديد ومراجعة دفاتره المتراكمة بالغبار والتي مرّعليها الزمن مرور كرام من عبء النسيان…
من هو السند المضمون للانسان بعد الله؟ تلقائيا ومنطقيا سيكون الابناء بكونهم الخليفة ، لكن الحقيقة التي قلما ما يراها البعض أو ان رأوها، حينها فات الأوان ولا نفع بعد اللوم ،فالسند هي الصحة ثم الصحة ثم ما يملكه جيب كل من أراد العيش الكريم ، فالصحة في عمر متقدم تمنحه الكرامة وصيانة النفس وتكسبه العزة ، الصحة تهديه أمانا وتجعل مستقبله القريب فيه راحة وطمأنينة، الصحة تاج على رؤوس اصحابها الابرار، أما ما جناه تعب كل من جدّ وكدّ طيلة السنين وخبأه جيبه، يجده ملاذه الذي يعتمد عليه ولا يخذله يوما، فيحصد الأمان والكرامة يجعلان منه انسانا بوصف لائق مثل بداياته ، فالنهايات مهمة لانها هي ما ستبقى في الذاكرة واخر ما سترسخ في الأذهان لذلك اجعل أيها العزيز اخر صفحة في كتابك هي رسمتك الجميلة التي ستكون بألوان مبهجة لو نلت من الحياة نصيباكبيرا من السعادة واجعله بعنوان “نبذة من القلب ”
عواطف عليلة من تونس ..