القصة

نصف قلب بقلم: “سهام رمضان محمد حسن”

بقلم /سهام رمضان محمد حسن
مصر/اسوان
نصف قلب
مقدمة
انتِ لست جناح مكسور او ضلع اعوج ،بل انتِ جناح يستطيع التحليق عاليا ،انتِ كيان قوي بذاته ،انتِ فكر قادر ان يبني أو يهد أمة .
• افعلي ما شئتِ فلن تلتحق أميرة بالمدرسة ،ما الفائدة ففي النهاية لن يكون لها إلا بيت و زوج يُعيلها<والد اميرة>.
فردت والدة أميرة
• لكن العلم…….
وقبل ان تكمل كلماتها ، قاطعها ،
• بدون لكن لن يكون إلا ما أمرت.
انصرف والد أميرة ،غير آبه لما سيخلّفه كلامه من ظلام وجهل .انصرف ليترك زوجته غارقة في دموعها .
• لماذا تبكي يا أمي؟
• لا عليك يا طفلتي ،اقسم بحياتك اني لن ادعك تسقطين في بئر الجهل مثلي ،وانك ستلتحقين بالمدرسة مهما كلفني الأمر.
مدت أميرة يدها لتكفكف دمع أمها غير مدركة لما تقول ،اخذت الأم تحارب حتي التحقت ابنتها بالمدرسة ،بعدما زرعت بها حب العلم .مرت سنوات من العذاب حتي انهت أميرة مرحلتها الثانوية ،و من المفترض ان تكمل تعليمها الجامعي ، و لكن كيف لها ان تكمل في ظل مجتمعات لاتري من تعليم المرأة فائدة ،لا تري للمرأة حق في الحياة ، لا تعامل المرأة إلا نصفا أو ربما أقل ، لا تُنمي الا فكرة واحدة في عقول فتياتها ؛ الزواج و الزواج فقط و كأنها خلقت فقط من أجله .وان لم يحدث فقد انتهت بذلك الحياة.
تمردت أميرة علي تلك الفكرة وانهت تعليمها الجامعي لتثبت للجميع كيانها . لكن هل يحب الرجل تلك المرأة و يدعمها؟!
لقد وقعت أميرة في حب رجل يحبها و لا يحب اكتمال كينونتها.
• ستتركٍ عملك ،ولا داعِ للدراسات التي تجريها فيكفي ما أنهيتِ .
• الي زنزانة اخري ؟
• أ يوجد بالزنزانة حب ؟
• الحب وحده لا يكفي ،فالحب لا يفرض قيود ،فالحب ان تحب كياني وتدع أحلامي تنطلق.
• هذه فلسفة فارغة ،في النهاية لك انا و بيتك.
• حتي هذا لا يكون الا بوعي المرأة و ثقافتها.
• لن ادخل زنزانة اخري لذلك سأعيش بنصف قلب.
قالت كلماتها الاخيرة ورحلت.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى