نَذِيْرُ الفِراق
شعر/عبدالعزيز محيي الدين خوجه
أُحِسُّ أنَّها دَنَتْ حقيقةُ الفِراقْ
أُحِسُّ بالأسَى عَمِيقْ
يَسِيْرُ في دَمي .. يَسِيْرُ في الطَّرِيقْ
يُحِيْطُ بالوُجُوْدِ في ذُرَىٰ الطِّباقْ
يَضِجُّ في العُيُوْنِ : إنَّني غَرِيقْ
أهذِهِ نِهايةُ الهَوى يَضِيْعُ في العُبابْ؟
وكانَ مَجْدُنا لذلكَ الهَوى
وكانَ عِزُّنا لذلكَ الهَوى
وكانَ شِعْرُنا وكانَ نَثْرُنا وكانَ خَمْرُنا الرُّضابْ
أقُولُ : هلْ سَقَيْتِني زِيادَةً ؟
تَقوْلُ : أمْرُنا مُجَابْ
وفَجأةً أضَعْتِهِ وكانَ في يَدي ..أكانَ منْ سَرابْ؟
وشَعَّ منْ رَمَادِنا وَمِيضُ جَمْرٍ ثارَ في مَدَى الضُّلُوعْ
نَقُولُ: هلْ لنا رُجُوعْ
ونَذْرِفُ الأسَى ونَذْرِفُ الدُّمُوعْ
نَقُولُ: إنَّه اشْتِياقْ
نَقُولُ: إنَّنا نَعُودْ
نَعُودُ للوُعُودِ مَرَّةً ومَرَّةً نَكْتُبُ العُهُودْ
ويَبْسُمُ الأسَى يَقُوْلُ ساخِراً: كَفَى عَذابْ
فبَعْضُ وَقْتِنا سُدَىَ وبعضُ وَقْتِنا عِتابْ
وكُلُّ هَمْسِةٍ تُشِيْرُ أنَّها دَنَتْ حَقِيْقَةُ الفِراقْ.