هجرة إلى الوجع بقلم: نورا الواصل
هجرة إلى الوجع
هاجرْتُ نحْوكَ دُونَ أيّ سُؤالِ
وجعلتُ منك حقيقتي وخيالي
ولبستُ ثوب الوصل دون تردد
لأعيش حبا لم يكن في البال
قد كنتَ تعرف حالتي وشكايتي
وظروف قهر غيرت من حالي
بل غصتَ داخل مهجتي يا مالكا
كل الحشاشة دونما إقلال
فعرفتَ أني لا أذيع مواجعي
وأغض كل النبض عن أوجالي
ما همّني إلّا رضاك وفرحةٌ
تسقي شغافك من سنا الإقبال
ما همّني عذّال قومي كلهم
حاربتهم بعقيدتي وخصالي
أقبلتُ نحوك والدروب تشير لي
بملامح تبدو بكل جمال
وربيع عمر أينعت أزهاره
أختال فيه بنظرة الإذهال
أغرقتُ فيك سنين عمر بائس
فضممتَ شجو الروح بالآمال
وأحلت كل دمار قلبي جنةً
نحيا بها بمحبة ودلال
أمّنْتَ خوفا عشتُ أخشى نبضه
عالجتَ سقمي يا دوا الأوصال
أقبلتُ نحوك بل ظفرتَ بنبضتي
يا شامخا في عزة الأبطال
أقبلتُ لكن ضاع درب غرامنا
سرنا الى النقصان بعد كمال
ما بالنا، ما بال قلبك إنه
قد صار صخرا يبتغي إذلالي
باع الليالي حيث كنّا ننتشي
بقصائد العشاق و الأطلال
ما بال روحك أصبحت في غربة
تمشي مع العذال والأهوال
فتبرمت أحلام عمر هاربٍ
من وطأة الخذلان والإهمال
قل لي بربك أين نبض محبّتي
أين الوعود ولهفة الآجال
ماذا جنيتُ لكي تبيع محبتي
وتدك حصن الحب بالأبدال
ماذا فعلتُ لكي تخون ودادنا
وتسير دوني ناسيا أفضالي
قد بعتَ حضنا دفؤه متوهجٌ
بعناق حضنك مذ تركتَ رحالي
وتركتني لصقيع هجر ظالمٍ
أسكنت نبضي عتمة الإعلال
يا ناكرا كل الذي هامت به
أحلامنا لم أكترث بجدال
لم أكترث لمسافة وعذابها
بل كنت أحيا فرحة الأطفال
والآن صرت كما الشتاء كآبة
يا قاطعا حبل الوصال الغالي
نورا الواصل