هدأَ الليلُ ….محمد صلاح حمزة
هدأَ الليلُ يا حبيبي
ولم يبقى على بساط السُهدِ سوانا
نغزل الدمع نسجاً يحجبُ السلوانا
لا الهوى رق على أعين شاكينا
ولا جلمود صخرهِ القاسي لنا لانا
هدأَ الليل ….
وطيفُكَ إذا غاب عجل الموتَ بدنيانا
وإذا لاح سنا برقهِ للعين أحيانا
كم تجرعنا في الليل كؤوس الصبر
وشربنا مراراً من لوعة الهجران
هدأَ الليلُ …
واكتوينا بنار الجوى في المراقدِ
حتى شربنا من هوانا كأس الهوانا
فيه نصل مستقر في مضاجعنا
وجمر شوقِ مستعرُ لا يدانى
هدأ الليلُ ….
وتحت خمار الليل سكون الموتِ
ولوعةَ المشتاق وهدأة البركانا
لا الليلُ يحنو على القلوبِ ويدمل
جرح الليالي ولا نور الصبح شفانا
هدأ الليلُ ….
وسرت ذكراك َ تنبشُ الماضى
وتخرجُ من الرفات وجدَ الأكفانا
وإذا الشوق في الضلوع صارخا
في ليلِ موحش لم نذق فيه أمانا
هدأ الليل ….
وناديتُكَ رحماكَ ربي فأنت تطفئُ
النارَ بصدري ومن تسعرُ الأشجانا
فأرفق بعزة النفس التي هي حصني
إذا ما ساقني الشوق لجُبِ الهوانا