المقال

هفوة الأحلام بقلم: فاطم الزهراء مصطفى

“هفوة الاحلام”
مازالت على نفس الشَّاكلة ،لا يوجد تغيير يُذكر ،سوى تلك العواطف التي تتضارب في الأفق بين مد وجزر ليس لها مرسى تتوقف عنده.
مازالت تلك العجوز تحلم بأحلامها التي لم تحققها وأرادت أن تثبت وجودها في الحياة.
عجوز لديها طموح! هذا ما كانت تسمعه أذنا تلك العجوز.
مازالت تلك العجوز تحلم بل ذهبت بأحلامها إلى بعيد.
فهي تحلم أن ترتبط برجل يكون لها فخرا وسندا لا يمل ولا يميل.
ترتبط برجل يكون مثل الممثلين السنمائيين ،وكأنها تنتقم من شبابها الضائع الذي كان بالنسبة لها هباءا منثورا.
أرادت أن تصنع ذاتها وهي في الكبر عتيا ،فقد استفاقت من غيبوبتها التي نسج عليها العنكبوت بيته.
في هذا العمر أرادت أن تفرض قوتها ،سيطرتها لكنها تلقّت وابلا من السخرية بأنها أصيبت بالخرف.
مازالت تكافح وتريد المساعدة لكنها تلقتها بطريقة أخرى ،فقد تم عرضها على طبيب ووصف لها بعض الأدوية المهدئة.
العجوز ساكنة وتحلم في ذلك الحلم الذي حملته الرياح ولم ترحمه حتى بإنزاله فوق التلة.
ومع ذلك مازالت تحلم ونسيت أنها مثل السفينة التي أخرقها الزمن وتنتظر غرقها في البحر.
كان عليها أن تثبت وجودها في الحياة في الآوان الذي كانت فيه ،كان عليها أن تلعب وتضحك ،وترقص وتسافر وتعمل وتجرّب ،تجرّب حتى في الطبخ ،فهي الآن تحاول أن تطبخ الأكلات العصرية حتى تبين للناس أنها قادرة ،لكن سرعان ما تجد نفسها عاجزة عن ذلك،وتتشابك مع زوجة إبنها فهذه الأخيرة ترغمها على الإبتعاد عن المطبخ فهو ليس مكانها وأنّ هذه الأكلات العصرية لا تفقه فيها و لكنّ العجوز تأخذها العزة وتغضب من ذلك.
أرادت تلك العجوز أن تكون بتلك القوة،فهي بكت للجميع و لم تُبكي نفسها،وقد صنعت الآخرين ولم تصنع ذاتها.
وهكذا مرت حياة تلك العجوز مرّ السحاب،وهي الآن تجسد شخصيتها في الخيال،وتنظر لعقارب الساعة وهي في صمت رهيب.
عش يومك بكل حب ،وعش مرحلة عمرك بكل إنتعاش،وانزع عباءة الشؤم من فوق جسدك،واسبح في بحر الطموح والأمل،وتوكل على الحي الذي لا يموت،فلن يخذل من سلم أمره إليه.
بقلم/فاطمة الزهراء مصطفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى