هل هناك نجاشي/بقلم الشاعر الرائع فرج الحسين
لم يبقَ لي حلمٌ وأنّيَ ماشِي
كيفَ السّبيلُ وما هناكَ (نَجَاشِي)
أسْتَنُّ دربَ الأنبياءِ وليسَ لِي
سَنَدٌ يَنامُ عَشيّةً بِفِراشِي
(الدّيرةُ) الحسناءُ تَطلبُ أَهلَها
وأنا سأطلبُ (ديرةَ) الأحباشِ..
كمْ كُنتُ جذراً واحتضنتُ تُرابَها
واليوم لم تَسْقِ الجذورُ عِطاشِي
ما إنْ غَمزنا للحياةِ بِخلسةٍ
غَمَزوا هُنا لِسُدادةِ الرّشاشِ..
قَطَّبْتُ جرحَ الأرضِ خيطاً من دَمِي
حتّى تَشابَكَ في بياضِ الشّاشِ
طيرٌ أنا ودّعتُ غصنَ طفولتي
عِفْتُ الفضاءَ ودافِئَ الأعشاشِ
لِتزيدَ أرغفةُ العشاءِ بِبيتِنا
وتزيدَ أمّي حُرقَةَ الإجِهاشِ
غَربلتُ ليلَ المتعبينَ فلمْ أجِدْ
نجماً يبدّدُ ظلمةَ الخَفّاشِ
أنا لستُ( إسماعيلَ) لكنّي على
حٌزْني ذبيحُ القلبِ و الأكباشِ
لم يلبثِ الفرحُ الشّحيحُ بِدمعتي
مثلُ الحكايةِ في سَريرةِ وَاشي
(عَمّي يــَ بيّاع الورود) خَذلتَني
بِعْتَ الهواءَ بغرفةِ الإنعاشِ
أنتَ السّرابُ وفوقُ هذا جِئتَني
ليــلاً بهيئةِ بائعٍ غشّاشِ