إشراقات أدبيةالنثر
هواء بطعم الحرية….. بقلم أحمد طالب
هواء بطعم الحرية
:
كيف كان الهواء الذي انتظره في البدء، وانتظره بمرور الوقت، ثم لم يفعل بعد طول أمد، ثم انتظره أضعافا حين وجد ريحه من قريب أو من بعيد أو من لا أمل . . .
كيف كان الهواء حين عانقه وبأي حواسه تحسّسه وتلطّف في السعي إليه، يضمه، يحتويه، يذوقه، يُجسّمه .. يُمْعِن النظر إليه
يكاد يُلامسه بيديه
لا ليملأ راحتيه
بل ليرى جزيئاته النقية الصافية المفعمة بالحرية . . .
حرية بدورها عانقته لأنه يريدها لذاتها ويعلم أو صَارَ، ماهيتها حقيقتها وقيمتها
كم هو مغبون من حُرِم منها
كم هو محظوظ من ينعم بها
كيف كان الهواء حين أتاه بهم جميعا بين ذارفة دموع الوصال ومبتهج ضاحكٍ حدّ الحياةِ مُجتمعينْ .