القصة

هي والقدر…. بقلم/ نهى طاهر

من قال أن حزنها يعني أنها ماتت؟!
هي قوية أعتادت على مخالب الحياة، عرفت معنى الهزيمة في أشد لحظات توهجها وإنتصارها.
عاشت أيام طويلة يقتلها الخوف والرغبة في الهروب.
وأيام أكثر قسوة من الفقد،
وفرط المزاجية،
وجدران غرفتها وهي تضرب رأسها في وسادتها لتصمت الأفكار المزعجة.
هي تعرف تماما فنجان قهوتها،
الذي يبرد في مرحلة البحث عن التركيز.
والوقوف في شرفتها بحثا عن اللاشيء.
ومعاركها اليومية بين شيخوخة عقلها وطفولة قلبها.
هي إمرأة قوية لتقف كل صباح أمام مرآتها، وتحاول تجميل ملامحها لإخفاء أثار ليلة قضتها،
وهي تبكي وتصرخ في صمت،
وثبات تام لتظهر كما لو أنها لم تمت من فرط الآلام في الظلام.
صديقة الوجع والحزن.
هي تعرف كل هذا…
لكن من قال إنها ماتت هذه المرة.
إنها تحتاج إلى التعبير عن حزنها، تحتاج لتقديم إستقالتها في العالم الواضح عن حزنها،
تحتاج إلى فترة هدوء،
لتمارس طقوس حزنها.
أفسدها قناع القوة، والثبات،
تحتاج للتعري أمام حقيقتها لتعالج أثار طلاسم الحزن في قلبها.
كالأزهار تتساقط في الخريف، وتصبح هزيلة هشة،
فتضطر للإختفاء والإنطواء داخل نفسها،
حتى تعود أقوى في الربيع،
تعود بقوتها الكاملة،
تعود ثابتة من جديد.
ناضجة بما يكفي لتتجنب تعثر أخر.
عاقلة بما يكفي لتبتعد من البدايه عن الطرق المجهولة التي لا نهاية واضحة لها.
لتتعلم من أخطاءها السابقة عليها أن تنهار لفترة حتى تنضج.
وتتأكد بأن الحياة ليست وردية،
وأن الموت يداعبنا كل يوم.
بالفراق،
والخيبات،
والخذلان،
ونوبات البكاء.
قد تبدو ضعيفة، محطمة.
تتعثر أحيانا، تبكي، تنهار،
لكنها لا تنهزم، ستعود أقوى……. لن تموت.

٢٣/٤/٢٠٢٠
بقلم/ نهى طاهر
اللوحة بريشة/ عُلا طاهر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى