النثر

وطنية وأمل بقلم: “عبد القادر زرنيخ”

وطنية وأمل…في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي)…(فئة النثر)
.
.
.
حر من كل حرية لا تعرف بالقدس وطنيتي
من كل عبارة لا تخلد دمشق عاصمة الأمجاد
حر من كل حرية لا تعرف الأرض ولا حتى الرمال
أنا من حرية لا لون لها ولا تأكل روح الأكباد
أنا من قافية لاتعرف غير وطن لاأعرف الخيار فيه
لا أعرف الذل فيه
ولا حتى نحر الأقلام
أنا من عاصمة تحار من مجدها الأسماء
تحار من أسوارها كل روايات الأخيار
أنا من فصل لا تنام به الحربات
بل توقد به كل العبارات
كل شعارات الإنسان
كل كلمات الرحمة والسلام
حر وحر وحر
فأنا من دمشق قبلة الأحرار
أكتب للتاريخ مجده وأسطره
قد تعلم منا حرية الأقدار
هيا يا شمعتي فقد بكت الأيام
قد حان للنور أن يهتدي
فدمشق واقفة شامخة كالعرس فوق الأيام
وحي من الأمل على الدروب يرتسم
لغة تمازحني وكأن الشمس تبتسم
أبجدية ذهبية على الأدراج عروسة أبدية
هي الشمس من أمل الخفاء تعود وتلتزم
لوحة قد أرقت معاجمي
بأي قاموس أرسم وأقرأ
هو الوطن يعنيني
بأي محطة أبدأ
سيعود الانتظار من غد
ويدور الزمان حولي
فوطني ساعة لا تقرأ
بل ميلاد بالفخر يكتب
حر بلا حبر لأني علمت أن الحبر حياة
ولأنني بلا أسطر حمراء ولا ميزان أبكم
علمت أنني بين الظلال أتحدى الصدى
بلا منبر بلا راية أتحدى صمت الحكاية
حر لأني وجدت الأحلام خارج الأيام
فلا قافية ترشدني
قد أرشدها لأبلغ الأقلام
حر بلا حرية خرساء
بلا قضية صماء
حريتي قلم
لا ثراء باسم الألم
حريتي شعب
لا نهب باسم المحن
أنا من حرية لا تعرفونها
لم تأكل عبارات اليتامى ولا حتى القلم
لم تعبر على أكتاف الحيارى ولا حتى الهمم
أنا من حرية لن تجدوها
قد حبست فقر الأيام بصدري
وحملت على عاتقي حلم الوطن
تعبت من الرماد على أطراف الوطن
أرهقت من ذكرى تمجدني بلا وطن
تعبت من انتظار لا ينتظرني
ولا صورة ترسمني
فأنا من روح النسيان
أحيا كقصيدة منفية
كعبارات ممزقة
لكني قد لملمت عباراتي
وكسرت نفي أقلامي
واتخذت قراري
وأعلنت الوطن مشواري
تعبت من حلم لا يعيد لي قافية القرار
فأنا يتيم الهوية لا أعلم بوصلتي وقراري
يتيم المجد خارج الأسوار
لكني لملمت كل رواياتي
لأنثرها وحيا يعيد قراري
فأنا سوري من عصر الإباء
أضعت بين الحروف قافية ووطن
أبحث بين الرماد وأوراقي المبعثرة
أحاول السباحة
في كل بحر
يعيد أشرعتي نحو الوطن
أضعت بين القشة وظلها هوية رمادية
أكتب مجدها حاضرا وبكل ذكرى ماضية
إنني أبحث عن وطن
أقرأ السحب وطن
أقرأ الشتاء وطن
لكن سورية وطن الفصول
فكيف أبحث وأكتب وأبحر
ووطني سورية تاج الهمم
كنت أرسم
لكني وجدت الظل حولي
الأسوار حولي
سيمزق قيد الورق
وأتلو قداسة سورية رغم الجراح والمحن
وسأمضي بين الشرفات وغيوم القدر
أبحث عن وطني
لعلي الأيام تمجدني
من كل حبر وعبر
أنا الدمشقي
وإن كتبتم مدائني
ستجدون التاريخ مبتسما
على أسوار خواطري
أنا السوري
وإن شربتم ماء بلادي
سيعود الشباب لوحيكم
فبردى ميعاد الحصون
أنا السوري
ولو سألتم دمشق
لفاض التاريخ بكل رواية
تحيا بها الأيام على الضفاف حرة
كريمة أبية
فأنا السوري
كالتاج
على عرش البشرية
.
.
.
توقيع الأديب عبد القادر زرنيخ

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى