وقفة بقلم الاستاذ هارون قراوة
وقفة :
بعد ان طوفتْ بالآفاق، وعافت روحها لحم الجيفِ، وتطفل القُرَاد ، ٱشتاقتْ إلى عبقِ ااياسمين ، ورائحة الرجلِ ، فعادتْ من خيبتها تبحث عن مربطِ الدفء ولغةِ الشفاهِ الصامتةِ ، وٱلتقتهُ : كان – كما تركتهُ – هادئا ، متزنًا ، وكانت مرتبكة ، مخطوفة ً .
اقتربت منه وجِلةً وٱحتضنت يده بين يديها وراحت تهذي…تقول أي كلام :« حبيبي !!! أنتَ منْ …. لم أقصد…. » كان يبتسم بكبرياء رجل مجروح، ابتسامة فيها الكثير من الشفقة والإزدراء وهو يتابع شريط خيانتها الذي يرتسم على محياها ، تترجمه ملامح وجهها المتعبِ ، ولما بلغ القرف في داخله مداهُ ، قاطعها : « أتعرفين من انتِ أيتها السيدة ؟»
ردت مستغربةً :« ماذا تقصد ؟ …أنا….» لم يهتم وواصل : « أنت لا شيء….انت فقط : مقرفةٌ »
وبأدب سحب يده …. وٱختفى .
بقيت على المقعد لا تقوى على الوقوف ، ووجدت نفسها تتمتم : « كم أنت كبير أيها القديس ، فما اقوى فراستكَ …. » ….ولأول مرة وجدت نفسها تبحث عن منديلها.
_________________________ هارون قراوة